المخلفات البلاستيكية بالأرقام
تروي لنا Lauren Singer أحد الأسباب التي جعلتها تعتنق إسلوب حياة جديد:
(a Zero Waste life)
عندما كانت تنتظم في كورس للدراسات البيئية، وبعد كل ما
تقرأه وتناقشه في تلك المحاضرات من مبادئ علم البيئة والمشاكل البيئية المعاصرة
وعلى رأسها التلوث بالمواد الصناعية، إنتبهت الى أن وجبة الغداء الإسبوعية التي يتشاركها
الطلبة، تخلف كمية كبيرة جداً من حاويات الطعام والأقداح وقناني المياه البلاستيكية.
فقالت: من المفترض أن نكون نحن طلبة هذا العلم، أمل كوكب
الأرض ومستقبله ... والواقع نحن نملؤه بالمخلفات البلاستيكية !
ونحن اليوم نقف في نفس الموقف، حتى لو لم نكن ندرس علم
البيئة أو العلوم المرتبطة به ومنها هندسة العمارة، فنحن نتذمر دائماً من التلوث
وكمية النفايات الهائلة في المدينة وشوارعها.
جيد ... ماذا نفعل؟
عراقياً لا نستطيع أو نستطيع ولكن بجهد كبير وتضحية برفاهية
حياتنا اليومية، أن نصل الى مرحلة حياة خالية من النفايات ... وبالتأكيد السبب هو
عدم توفر بدائل لكل الأدوات المصنوعة من المواد البلاستيكية.
لذا فمن يرغب، عليه أن يحاول قدر الإمكان التقليل مما
ينتجه من مخلفات بلاستيكية خلال حياته اليومية ... ونقلاً عن Lauren أيضاً فهي
تقول:
أريد أن يتذكرني الناس من
خلال ما فعلته في حياتي وليس من خلال ما تركته من مخلفات
والخطوة الأولى لأي إجراء نقرر أن نتبعه هو أن يكون
معتمداً على العلم، ولأن الرياضيات لغة العلم، كانت المحاولة أن نبدأ بتثبيت
بيانات حسابية تقريبية لكمية المخلفات البلاستيكية التي يخلفها الفرد ذو الدخل
المتوسط في العراق.
وتم حساب الكمية الناتجة خلال شهر واحد لعائلة مكونة
من شخصين، ومن ثم يمكننا حساب الكمية الفردية.
علماً إن أغلب مخلفات الحياة اليومية هي العلب والأكياس البلاستيكية.
وكانت النتائج كالتالي:
130 كيس بلاستيكي مختلفة الأحجام ...
54 علبة بلاستيكية مختلفة الأحجام...
ومن الممكن تحويل هذه الإعداد الى مساحات لمعرفة المساحة
التي تغطيها تلك المخلفات من البيئة المحيطة نظرياً، ولأن الأكياس والعلب تتألف من
وجهين أو طبقتين فالأرقام الناتجة عن الفردين (طبقتين) تمثل نفس الأرقام لفرد واحد
(طبقة واحدة)، وهو حساب تقريبي لأنه لا يأخذ جوانب العلب والأكياس بنظر الإعتبار.
فلو إنتخبنا الكيس البلاستيكي التقليدي والذي يمثل
المعدل بين الاكياس الكبيرة والصغيرة فهو يغطي مساحة (0,09) متر مربع تقريباً. لذا تكون
المساحة الكلية لـ130 كيس (11,7) متر مربع تقريباً.
أما العلب البلاستيكية الناتجة عن فردين فهي تغطي مساحة
(0.9) متر مربع تقريباً.
والناتج أن الفرد العراقي ذو الدخل المتوسط ينتج من
المخلفات البلاستيكية خلال شهر واحد ما يغطي مساحة (12,6) متر مربع تقريباً.
هل نستطيع تقليل هذه الكمية؟ بالتأكيد ...
ما علينا الا أن نجد السبب الذي يدفعنا لفعل ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق