السبت، 14 مايو 2016

تعبير


الحرية ... هي أن تشتري ألوان وتمسك فرشاة، بعدها ... تلتزم بمبادئ أو لا تلتزم، تنتج فناً او لا فن، تعرض الناتج أو تصفّه في ركن الغرفة.
المهم ... حركات يد، نابعة من قلب وعقل، مصحوبة بوقت صامت للتفكير.



 01
التفاحة الأولى
02
هنّ ولولا هن
03
قشّة
04
مأزوم











الأحد، 1 مايو 2016

ركض الفيل ورفّة الفراشة

أولاً: لكل مهنة يمارسها الإنسان، هموم ومشاكل وجدليات. جرّبها ويعرفها ممارس تلك المهنة بالذات، أما الآخرين فأغلب تصريحاتهم من خارج المهنة غير دقيقة و(أيّ كلام).
ثانياً: في كل مهنة يمارسها الإنسان، هناك الـ(خوش) والـ(مو خوش).
ممارس مهني يلتزم بقواعد تلك المهنة ... وممارس (ميخاف الله) بغياب القانون.
هسّة نبدي ...

ولأن أغلبنا قد سمع بأثر رفّة الفراشة فلنبدأ بها أولاً على الرغم من أن ركض الفيل أكثر أهمية.
في نظرية الفوضى يُضرب مَثَل لتوضيح أثر التغييرات البسيطة جداً في الأنظمة على نتائجها النهائية بمرور الوقت، هذا المثل هو: أن رفرفة فراشة في مكان ما في الكرة الأرضية في الصين مثلاً، قد تساهم بعد سنة بتكوين إعصاراً في مكان آخر، في أمريكا مثلاً!
ويتم التركيز على مفردة (تساهم) وليس هي (رفرفة الفراشة) السبب في ذلك الإعصار، فقد يحصل بأثرها اليوم وليس غداً وقد يحصل بأثرها في منطقة دون منطقة أخرى مجاورة لها.

لماذا رفرفة فراشة وليس رفرفة نحلة أو فرس النبي؟
إن إختيار الفراشة إعتمد على قصة خيال علمي للأديب الأمريكي (راي برادبيري) بعنوان:
 (a sound of thunder) عن الرجوع الى الماضي في رحلة صيد عن طريق كبسولة زمنية، على أن يتم إصطياد حيوان سيموت وينقرض لأسباب طبيعية لاحقاً، لذا فإن قتله لن يغير أي شي في المستقبل، ولكن نتيجة لدراما قتل أحد أنواع الديناصورات يخرج البطل عن المسار المخصص للمشي على أرض الماضي (ممشى معلّق لا يلامس الأرض للحفاظ على الماضي كما هو) فتطأ قدمه فراشة وتقتلها، ليعود فريق الصيد الى زمنه ويجدوا أن نظامهم السياسي ولغتهم قد تغيرت بسبب قتل تلك الفراشة!



والآن ما علاقة كل هذا بالعمارة؟
إن أي طبيب أو طبيب أسنان يأخذ أجور محترمة من المرضى، يساهم بتحسين حال العمارة المحلية في المستقبل.
إن أي صيدلاني يبيع الأدوية بمبالغ محترمة يساهم برفع مستوى عمارتنا في المستقبل.

ولتوضيح ذلك:
 تم في هذا العام الدراسي قبول 70 طالب في قسم هندسة العمارة ...
أما اللذين سيكملون العام فهم 30 طالب فقط ...
وأغلب الآخرين إنتقلوا أو سيحاولون الإنتقال للتخصصات الطبية ...
وسببهم منطقي جداً: ضمان مستقبلهم.
فهم وآبائهم يراقبون سوق العمل، والأمر في هذه الفترة واضح، الفرق بين فرص التخصصات الطبية وفرص خريجي الهندسة المعمارية (مع الأخذ بنظر الإعتبار الفترة الزمنية الطويلة نسبياً التي هم بحاجة اليها في التخصصات الطبية).
وعلى فرض ثبات مستوى التعليم المعماري، فإن الـ(30) طالب سيحصلون على معلومات وإهتمام من الكادر التدريسي أكثر مما لو كانوا (70) طالب.
لذا فأن رفّة الطبيب والصيدلاني قد (تساهم) في تخرج طلبة عمارة تم الإهتمام بهم وحصلوا على الموارد المتوفرة لدى أقسام العمارة بدون منافسة كبيرة فيما لو كان عددهم الضعف وأكثر.
ولنأمل أن أحوال مهنة العمارة ستتغير في المستقبل وتعود الى سابق عهدها.

ومع وجود الـ(30) طالب ومحاولة التعامل معهم، يأتي دور ركض الفيل:
 يجب أن نعترف أن الأسلوب الشديد في التعليم المعماري (وحتى في التخصصات الأخرى) لم يعد له مكان. (الرزايل)، الصوت العالي و(ليش ممقدم؟) أصبحت لا تتلائم مع شخصيات الشباب الحالية. قد يلتزم الطالب نعم، ولكنه لا يحب ما يفعله، وهذا ينعكس على حب المهنة بأكملها.
ويجب أن نعترف أيضاً إن كل الأساليب المعاصرة البديلة تعتمد على رغبة الطالب بالتعلّم، على المادة الدراسية أن توجهه نحو الطريق ومصادر المعلومات، وعلى الطالب البحث ومحاولة حل المشكلات التي يتعرضها بإتباع خطوات ذلك الطريق.
والرغبة بالتعلّم هو ما يفقده الكثير من الطلبة اليوم، ويعود جزء من السبب بالتأكيد الى النظام التعليمي في مدارسنا الإبتدائية والمتوسطة والإعدادية، فالطالب ينتقل لدراسة العمارة بعد أن تقولب بطريقة معينة نتيجة لإسلوب المعلم والمدرس غير المناسب.
إن إسلوبهم بمثابة ركض الفيل في تأثيره على نظام التعليم المعماري وبالتالي تهيئة معماريين يصممون البيئة العراقية المستقبلية.



 المثير في قصة (a sound of thunder) أن أغلب المسافرين الى الماضي يطمحون لتغيير حدث، مما يحسّن الحاضر والمستقبل، ولكن في القصة الهدف هو عدم تغيير أي شي!

 لو توفرت لدينا تلك الكبسولة وإستطعنا السفر الى الماضي لتغيير حدث أثر سلباً على العمارة العراقية، وبتغييره ستعود العمارة حالياً، ملائمة، جميلة وتعبر عن المدينة وأهلها، فماذا سنغير ؟


ماذا سنغير ؟