الأربعاء، 24 أكتوبر 2018

تحدي جائزة رفعة الجادرجي 2018


تحدي جائزة رفعة الجادرجي 2018

"تعتبر المسابقات المعمارية اسمى ظواهر العمل المعماري السليم، تحفز الابتكار المعماري وتظهر مواهب جيل جديد من المعماريين، او تعيد للاذهان امكانات معمارية كانت غائبة عن الاذهان، وتلجأ اليها الكثير من المؤسسات العامة والخاصة بهدف الوصول الى التميز في اعمالها المعمارية."

هذا ما يخبرنا به الدكتور مأمون الورع في مجلة ابداعات هندسية، ومانختبره حقاً ونحن نشارك في مسابقة او نراقب مسابقة معمارية رصينة.

جائزة رفعة الجادرجي لهذا العام كانت فرصة ذهبية لتجربة متعة العمل المعماري (السليم) بعيداً عن منغصات العمل المحلي. وقد ضاعف المتعة موضوعها او التحدي الذي فرضته على المشاركين (مبنى المتصرفية في بغداد).
 قد نقف امامه اسبوعياً، ندخل فيه او نكمل المسير الى وجهات اخرى، ولكنه اصبح مع المسابقة لغز نحاول الوقوف على اسراره للانطلاق منها نحو التصميم المستقبلي المقترح، نبحث عن تلك الاسرار في الكتب التي تتحدث عن تأريخيه، نزوره اكثر من مرة للدراسة وتوثيق ابعاد جدرانه وفتحاتها، تفاصيلها المعمارية والانشائية، نسأل شيخاً فيخبرنا ان المبنى كان يحتوي على سلالم يمين وشمال بوابة المدخل لم يبقى لها اي اثر.



وبعد اللقاءات المستمرة للفريق وانجاز مراحل التصميم المتتالية وعمل الايام الاخيرة المتراكم ولد المقترح التصميمي النهائي والمطابق لمتطلبات المسابقة التنظيمية.

وكانت الفكرة التصميمية تتلخص بالتالي:

تشير المصادر (مدينة الحكايا، للدكتورة غادة رزوقي) الى ان موقع مبنى المتصرفية المطلوب اعادة تصميمه " كان يقوم عليه جامع يعود للعهد العباسي تم اصلاحه في العهد العثماني وحوله الوالي مدحت باشا الى مدرسة عام 1869 ثم شغلته كلية الحقوق عام 1896 لكن المبنى تعرض للتدهور والتساقط فاعيد بناءه واضيف له بناء جديد ليصبح مقراً لمتصرفية لواء بغداد عام 1934 بعدها شغلته امانة العاصمة وشغله بعدها المركز الاقليمي لصيانة الممتلكات الثقافية في الثمانينات ليتعرض بعد عام 2003 الى سرقة للمحتويات ثم تم حرقه وتهديم جميع جدرانه الداخلية."

ان نقاط الانحدار تلك في الهيئة الفيزيائية للمبنى واستخدامه والتي ترافقها انحدارات اجتماعية واقتصادية محيطة به ومن ثم النهوض مرة اخرى ليقوم بوظيفته من جديد تحيلنا الى دورة حياة طائر الفينيق، ذلك الطائر الذي ذكر في حكايات الف ليلة وليلة التي تدور في بغداد وذكر في اساطير معظم الحضارات الشرقية والغربية الاخرى، فهو رمز للخلود والتجدد والنهوض من جديد، ففي نهاية حياته يجثم في عشه الى ان تنير الشمس الافق فيحترق ويتحول رماداً وعندما يكون الجسد الضخم قد احترق بالكامل يخرج طائر يرقة صغيرة من بين الرماد وسرعان ما تتحول الى طائر فينيق جديد يعيش حياة طويلة.

وقد حدث الحريق عام 2003 في مدينة بغداد عامة وفي المبنى ذاته مما سيجعل التصميم الجديد لمركز بغداد للتصميم تلك الولادة الجديدة والاستمرارية للتراث العراقي العريق.



وتتجسد الاستراتيجية التصميمية بالبحث اولاً عن آثار جدران المبنى عن طريق بقاياها على الجدران الخارجية الشاهدة، ليتم النهوض بها وجعلها تشارك في ولادة التصميم الجديد، هذه الطبقة التأريخية تتفاعل مع الخطوط المجردة لطائر الفينيق بهيئة تعتمد على فن طي الورق للتواصل مع مجاروات المشروع التي تمثل مركز صناعة الكتب وبيع الورق والطباعة في العراق. كل ذلك زيادة على حضور العناصر المعمارية التراثية وتوظيفها بما يخدم متطلبات المشروع الحركية والوظيفية والرمزية، فنجد معالم الرواق والزقاق والايوان والفضوة بصور معاصرة في التصميم المقترح.




آثار الجدران الداخلية (عناصر المخطط الاصلي) على الجدران الخارجية القائمة والشبكة التوليدية الناتجة عنها





اللوحة النهائية للمشروع

يخبرنا منظموا الجائزة ان عدد المشاركين الكلي في الجائزة هو 314 مكتب او فريق من 52 دولة، و 20 منهم فقط من العراق، ليترشح مشارك واحد من العشرين في القائمة الطويلة للجائزة. ولضرورة عدم اطلاق الاحكام دون رؤية التصاميم المشاركة كنا ننتظر اعلان مشاريع القائمة القصيرة والتي تمتاز مشاريعها بكافة الصفات  المعمارية الايجابية، فهي انيقة متنوعة وذات حلول ابداعية جميلة تغني واقع العمارة المحلية.

ومع عدم الاطلاع على المشاريع المشاركة من العراق فقد يكون الحكم غير دقيق جداً ولكنه يعبر عن التحدي كفريق تصميمي يعيش في العراق ويتعامل مع كافة تعقيدات الواقع فيه. فبعد الاعلان عن الجائزة وعقد القرار بالمشاركة فيها، اعلنت المؤسسات الرسمية العراقية بدورها عن نيتها باطلاق مشروع اعادة احياء المبنى ووضع حجر الاساس لذلك، فما كان من المهتمين الا بمناشدة تلك الجهات بانتظار نتائج جائزة رفعة الجادرجي للاستفادة من التصاميم المقدمة، وهذا ما اعلن عنه منظموا الجائزة للمشاركين.

وهنا يقع المشارك العراقي في مأزق المقارنة مع امكانات الواقع الادارية والمعمارية، فهو يعلم ان المسابقات المعمارية تتطلب حلول ابداعية مبتكرة من جهة ومن جهة اخرى يدفعه عقله الباطن والواعي تجاه وضع حلول قابلة للتنفيذ ضمن الامكانات لاحتمال اختيار مشروعه للتنفيذ من قبل المؤسسات المحلية، نستطيع القول بالتاكيد ان الشركات العالمية تستطيع اليوم تنفيذ كافة الحلول المعمارية مهما تتطلب من تحديات، ولكننا نعلم الواقع الاقتصادي الحالي وعدم توفر المبالغ اللازمة للتعاقد مع تلك الشركات.
نعتقد ان نتائج المسابقة تشير بوضوح الى اثر السياق الاجتماعي والاقتصادي والمعماري على اعمال المهندس المعماري العراقي والذي يعيش الصراع بين المتطلبات الاكاديمية المثالية لمهنة العمارة وبين تحديات الواقع الصعب الذي يعيشه منذ سنوات.


اعضاء فريق التصميم:
بلال سمير/ مهندس معماري
شذى سليم/ مهندسة معمارية
اسراء محمد حسين/ طالبة هندسة عمارة
امير اكرم/ طالب هندسة عمارة






      



الاثنين، 17 سبتمبر 2018

قل واجهة


قل واجهة 

نعرف جميعاً ان كلمة (Elevation) تشير في لغة العمارة الى الواجهة، واجهة منزل، واجهة مبنى معين باختلاف وظيفته ومقياسه او واجهة مشروع حضري. ولكننا نقرأ ونسمع كلمة (Facade) في احيان اخرى للتعبير عن الواجهة ايضاً. فما الفرق بين استخدام الكلمتين؟
لقد تعرضت لكلمة (Façade) سابقاً ولكنها لم تثر فضولي مع استخدامنا البديهي والمستمر لكلمة (Elevation)، ثم قفز السؤال امامي عن الفرق بين الكلمتين بعد استماعي لمقابلة مع المعمار (Kungo Kuma) عن تصميمه لمشروع (V&A Dundee museum).


والبحث عن المصطلحات من الضرورة ان يمر بمرحلتين:
-مرحلة اللغة، اي البحث عن الاصل اللغوي او المعنى اللغوي.
-مرحلة الاصطلاح، بمعنى الاستخدام الشائع للمصطلح بين الناس والذي قد يبتعد عن اصله اللغوي.

الغريب ان قاموس اكسفورد الحديث يخبرنا ان كلمة (Elevation) تشير الى:
-رفع، ترقية.
-او ارتفاع، كارتفاع مكان معين عن مستوى سطح البحر كما في (the city is at an elevation of 2000 meters).
اما تطبيقات الترجمة على الهواتف الذكية فهي تشير الى انها تعني: (ارتفاع، رفع، ترفيع، علو، سمو، تل او رابية).

اما نفس القاموس فيخبرنا ان كلمة (Facade) فتشير الى:
-واجهة المبنى (The front wall of large building that you see from outside).
-مظهر خارجي، كما في (His good humour was just a facade).
اما تطبيقات الترجمة فتشير ايضاً الى (واجهة مبنى، مظهر او مظهر زائف).

نجد مما سبق ان كلمة (Facade) هي الاقرب لغوياً لوصف الواجهة في الاستخدامات المعمارية.

اما في الاصطلاح الشائع فاننا نجد موقع (National Trust for Historic Preservation) والذي يفسر لنا الفرق بين استخدام الكلمتين.

Facade (or Façade), noun:
Any of the exterior faces of a building.

Facade refers to the principal face of the building and more generally can reference any side of the building facing a street, garden or public space.

Elevation, noun: 
a geometrical drawing depicting the vertical plane of a building.


The big difference is one is the actual building and the other is a drawing.


اذن فالفرق بالاعتماد على المصدر فان (Facade) هي الواجهة الواقعية للمبنى التي نمر جانبها او نقف امامها عند حركتنا بالقرب من المشروع المعماري أما (Elevation) فهي الواجهة المرسومة هندسياً والمطبوعة على الورق او المرئية على الشاشات المتنوعة.

وهنا يأتي دور النظر الى واقعنا العراقي وعدم الانفصال عنه، ماهو حال كلمة واجهة في الاستخدام الشائع؟

نعرف مرّة اخرى ان العراق بلد التنوّع بلا شك، مدن ومعتقدات ولهجات عديدة جداً، ويجب ان نؤمن بشكل واعي لاهمية احترام هذا التنوع والاحتفاء به، ولكن في الوقت الحالي ومع ازدياد اهمية العلم واهمية المنطق فاننا نأمل ان يقترب الجميع من السلوك الفكري واللغوي والعملي العلمي كون العلم ولا احد غيره هو سبب تطور وتقدم الشعوب الاخرى.
هذه المقدمة للاشارة الى استخدام البعض لكلمة (واجهيّة) بدلاً عن كلمة واجهة في الاستخدامات المعمارية.
الحقيقة هي ظاهرة واضحة او منتشرة وليست قليلة في هذه الايام، حتى انها تظهر في نتائج البحث على كوكل كمقاطع فديو لعمل المقاولين او الصباغين وغيرهم، ولكنها مع ذلك غير مناسبة وغير مهنية.
فواجهة هي الكلمة المناسبة وعلينا ان ننشر استخدامها كوننا المختصين في العمارة اولاً وكوننا نحمل مسؤولية تثقيف المجتمع تجاه العمارة ثانياً.

نسمع عن العلامة ومؤرخ اللغة العربية الاستاذ الراحل مصطفى جواد، ونسمع عن برنامجه الذي استطاع الوصول الى جميع فئات المجتمع (قل ولا تقل):
افكر لو كان العلامة حاضراً لقال:
قل واجهة ولا تقل واجهيّة.






الأربعاء، 22 أغسطس 2018

عبير


عبير*

لم يعتد ان ينام هكذا دون احلام، لذا عندما استيقظ هذه المرة كان راسه خالياً من اي صورة او مشهد او خوفاً من كونها حدثت في الواقع، كان يشعر بالالم فقط، الم في كل خلية من جسده يرافقه رغبة قسرية للخروج الى العمل.
 كبائع سمك تقليدي لا يعرف لماذا اصابه الغثيان من رائحة بضاعته المستلقية في عربته الخشبية، وكي لا يتقيأ فطوره الوهمي حاول ان لا يفكر بالرائحة، حاول التركيز على شي آخر، سمكة تصارع الموت بين الاسماك أمامه، قد يأتي احدهم فيشتريها ويعيدها الى النهر، كمن يفتح باب زنزانة لسجين يلفظ انفاسه الاخيرة داخلها.

-انت ايها الرجل، لماذا تريد ان تقتل حبيبتي!؟
التفت يميناً وشمالاً لا يوجد أحد!
-انت نعم انت.
ليس هنالك احد بالقرب منه، شاهد امرأة تسير وحدها في الجهة المقابلة من الشارع، طفل يتحدث لمجموعة اشخاص التفوا حوله ليتأكدوا من سلامته بعد ان كادت تسحقه احدى السيارات المارة بسرعة، رجل مسن يبيع المناديل الورقية ومن المؤكد ان جميع من احبهم قد فارقوا الحياة قبله.
انتبه لرجل يتقدم باتجاهه وهو يدفع كرسياً خالياً للمعاقين، لكنه لم يفعل شيئاً لحبيبة هذا الرجل، هو متأكد من عدم تفكيره بايذاء احد غيره.
عندما اصبح الكرسي امام عربته سمع الرجل وهو يتمتم بحنان:
-هل نشتري السمك يا أمي؟ لا تقلقي فانا استطيع ان انظفه واقليه كربة منزل ماهرة.
لعلها لم تحب رائحة السمك ايضاً! فراقبه وهو يدفع الكرسي مبتعداً، وبعد عدة خطوات اختفى رأس الرجل، ثم اختفى صدره ويديه، لم يبق سوى جذع يلاحق ذلك الكرسي.
سحب شهيقاً حتى امتلئت رئتاه، علَّ الرائحة توقظه مما يسمعه ويراه في تلك اللحظات.
اعاد النظر الى الشارع، رفرف امام العربة نورساً ثم وقف على حافتها:
-ارجوك، لم تقل لي لماذا تريد ان تقتلها؟
دعك جبينه عدة مرات ثم اجابه بارتباك:
-لقد تذكرت، أنا لست بائع سمك، انا ابيع الورود للعشاق عند الاشارات الضوئية.




* النص نتاج لاحد تمارين ورشة كتابة الرواية التي شاركت فيها مؤخراً والتي اقامها الروائي العراقي احمد سعداوي بالتعاون مع (درج: bookstore). اعتمد التمرين على العصف الذهني في اختيار الحضور لعبارات عشوائية تمثل مواقف معينة وبعد تثبيت تلك العبارات على اللوحة يتطلب التمرين ربط تلك العبارات بعلاقات او تضمينها في نص واحد مترابط في سبيل تنشيط الخيال. الخيال في تقريب تلك العبارات المتباعدة لخلق المعنى والذي يمثل الهدف من الكتابة الادبية بكافة انواعها.

العبارات التي تمثل اساس النص:











الجمعة، 8 يونيو 2018

المعمار كصديق، المعمار كشريك


المعمار كصديق، المعمار كشريك

تنظم مؤسسة عراقية معاصرة لقاءات شبابية متعددة ومنتظمة للحوار في مختلف الموضوعات، وتقوم تلك المؤسسة بالتعاون مع منظمات او تجمعات او شركات ذات تخصص معين فتجمع في تلك اللقاءات المنتمين لتلك الجهات التي تتعاون معها زيادة على الحضور العام ممن يهتم ويرغب بالاطلاع على نشاطات تلك الجهات.
هنالك تجمع شبابي يهتم بالخطابة مستخدماً اللغة الانكليزية، وتجمع ثاني مهتم بالفن وهنالك تجمع مهتم بالتصوير الفوتوغرافي وهنالك تجمع مهتم بالتصميم الكرافيكي وآخر مهتم بالتدوين الالكتروني وغيرهم ايضاً.
وما يدور في تلك اللقاءات من نقاشات وحوارات وعروض هو مفيد بالتأكيد ويصب في مصلحة نشر المعرفة وتثقيف الشباب وانارة مسارات من الممكن ان يسيروا فيها مستقبلاً.

ومع هذا النشاط تساءلنا ليلة البارحة، لماذا لم يفكروا بتنظيم لقاء شبابي يهتم بموضوع العمارة؟ والاجابة بسيطة: هم بحاجة الى تجمع شبابي يهتم بالعمارة اولاً للتعاون معه.
وهل توجد تجمعات شبابية مهتمة بالعمارة في بغداد؟
(قد) تكون الاجابة نعم، هنالك صفحات على الشبكة تجمع الكثير من طلبة العمارة وخريجيها تحت عناوين معينة واهداف معينة، ولكن هل لتلك التجمعات آثار فعلية على المعماريين انفسهم وعلى افراد المجتمع عامة خارج تلك الصفحات؟
أنا لا اعتقد ...
من يستحق اللوم والعتاب؟
أنا اقول: جميع المعماريين.
هنالك مثل شعبي يقول: (السفينة من تكثر ملاليحها تغرك)، وبانخراطنا في نظام العمارة فاننا نكتسب صفة المفكر والناقد وصاحب الرأي، وعند اجتماع المفكرين والنقاد واصحاب الرأي في تجمع واحد فإن ذلك التجمع سوف يفشل بالتأكيد اذا اراد كل منهم ان يكون هو المسيطر. فالتأريخ العراقي ينقل لنا اخبار تجمعات معمارية نادرة، غير مستمرة وقد تكون غير فعالة في حينها ايضاً.

هل هذه النهاية؟ لا يمكن قيام تجمع معماري شبابي فعال على ارض الواقع والمهنة... لا أعلم.



ولكن هنالك سيناريو آخر، اذا كان المعمار لا يمكنه العمل مع مجموعة معماريين بصورة سلسة ودون انشقاقات فقد يمكنه الانضمام الى تجمع غير مختص بالعمارة تحديداً ولكنه مرتبط بها، الفن، التصوير، التصميم بمختلف توظيفاته.

ولنجاح هذا السيناريو وجب على المعمار ان يوضح نفسه للآخرين أن يطلعهم على امكاناته وطريقة تفكيره، فالصورة الذهنية الشائعة في المجتمع عن المعمار هو ذلك المغرور المختلف صاحب الخيال الواسع!

وكخطوة اولى لتحقيق هذا الهدف انقل لكم بتصرف ما كتبته (Dima Stouhi) تحت عنوان:
(The Perks of Dating an Architect)

حيث توضح ديما قائمة من الصفات التي يمتلكها المعمار تجعل من يعيش معه محظوظاً مستجاب الدعوات:

-عند السفر فالمعمار دليلك السياحي الدائم:
اذا كنت تخطط لاجازة خارج مدينتك فلست بحاجة للاستعانة بدليل سياحي لان صديقك المعمار يعرف مسبقاً كل المعالم المعاصرة والتأريخية وكيف تم تشييدها وفي اي وقت ومن شيدها ولماذا، وفي حال الاستعانة بدليل سياحي فتأكد ان صديقك سيستمر بتصحيح معلومات الدليل وهذا ما سيضعك في موقف محرج.

-مُحب للون الاسود:
اذا كنت تعيش مع معمار ويحين دورك في غسل الملابس فان المهمة سهلة نوعاً ما لان جميع قطع الملابس التي يمتلكها إما أن تكون سوداء او سوداء.. باستثناء بعض القطع الرمادية او البيضاء في فصل الصيف.
(وهنا يجب ان اقول ان هذه السُنة المعمارية صالحة للمناخات الباردة او المقبولة وذات السياقات الثقافية المختلفة عن العراق، فالاجواء الحارة لدينا تتعارض علمياً مع ارتداء الالوان الغامقة، لذا افضل انا شخصياً الالوان الفاتحة وبخيارات كأنها تنتمي لعلبة الوان مائية، اما رمزياً فاللون الاسود محلياً يشير الى الحزن دائماً، زيادة على صعوبة الحفاظ على قطع الملابس نظيفة في ظل الحركة ضمن فضاءات وآثاث يكسيها الغبار العراقي).

-لا يخفى عليه اي تفصيل:
المعمار يمتلك عين حساسة لكل التفاصيل، ينتبه لارتداء حذاء جديد، ينتبه لتحريك الاريكة 10 سنتيمتر (لانه غالبا كان قد صفها مع وحدات ارضية الغرفة)، ينتبه لتغيير الانارة من درجة الى درجة أخرى مقاربة لها جداً، فهو ينتبه لادق التفاصيل التي تغيب عن اعين الآخرين.

-مُعِد جيد للقهوة:
جميع الثنائيات الشهيرة في التاريخ كروميو وجوليت، زها حديد والمستقبلية الجديدة قد تبدو ضعيفة بالمقارنة مع ثنائية المعمار والقهوة، فالمعمار فنان اعداد كوب القهوة المثالي، فهو يطور المستلزمات والمنتجات الخاصة به لصناعة القهوة دائما،ً مع العلم طبعاً ان هنالك نسبة 0.05 من المعماريين لا يشربون القهوة، مقابل نسبة 99.95 لا يشربون سوى القهوة وهم من نتحدث عنهم.

-الصبر لديه (يقرة 1000):
هل رأيت معمار غير صبور؟ الاجابة هي كلا غالباً، فبعد قضاء سنوات طويلة في انتظار اكتمال (الرندرة) او طباعة مخططاته، او اعادة بعض الاعمال نتيجة لخلل في حفظ الملفات، فليس من المستغرب ان يكون متسيداً لفن الصبر العالمي.

-مصدر دائم للاقلام وادوات الرسم:
تستطيع ان تحصل من المعمار دائماً على كل ما تريد من ادوات الرسم والتلوين فهو لا يخلو منها ابداً، اقلام الرصاص اقلام الحبر والالوان بانواعها.

-المعمار خُلق مصوراً:
لست بحاجة الى قص وتعديل الصور اذا كنت برفقة مهندس معماري، فمن يعرف اكثر منه عن المنظور، الانارة، وعناصر المشهد الجيد (باستثناء المصوريين المحترفين بالتأكيد) بالاضافة الى انه على معرفة جيدة باستخدام برامجيات التعديل على الصور، ففي حالة لم يكن هو من يلتقط الصورة فهو قادر على التعديل عليها بعد ذلك. (انتهى القتباس)

واخيراً فمن المحزن ان نرى المهندس المعماري بعيداً عن الفعاليات الثقافية والاجتماعية ولعل السبب بديهي وهو انشغاله الدائم في متطلبات الدراسة اذا كان طالباً ومتطلبات العمل اذا كان خريجاً ولكن هل هي ظاهرة مستعصية غير قابلة للحل؟
اعتقد ان الحل بيد الشباب دوماً لان اي حل يُقترح او يُفرض عليهم من الاكبر سناً يصبح حلاً ثقيلاً كانه واجب نرغب جميعنا بالخلاص منه.












الجمعة، 25 مايو 2018

FACE/OFF


 FACE/OFF

افترض انك بحاجة لخمسة آلاف دولار...
 كيف يمكنك الحصول عليها؟

يُقال ان عليك فعل التالي:
-ركّب في خيالك صورة لخمسين ورقة خضراء من فئة مئة دولار، تخيل بوضوح وكأنك تمسكها بيديك.
-تخيل نفسك وانت تتلمس احدى الاوراق، تخيل وانت تعد تلك الاوراق الخمسين واحدة واحدة.
-ايقظ في نفسك احاسيس السعادة والرضا التي تنتابك بالحصول على المبلغ.
-والخطوة الاخيرة هي ان تتخيل نفسك وانت تستخدم المبلغ لشراء ماتتمناه او تتمنى القيام به.

 ماذا سيحدث بعدها؟
وفقاً لــ(قانون الجذب) فان هنالك فرصة جيدة لان يظهر هذا المال في حياتك، من الممكن ان تحصل عليه من مصادر متنوعة، كهدية او نتيجة للحصول على عمل معين او ربما من مصادر اخرى، فالنتائج ستكون عاجلة أو آجلة.

ولكن ماهو قانون الجذب؟
يقوم القانون في أساسه على فكرة (أنّه كل ما يحتفظ به العقل قابل للتحقيق، وجميع الأفكار في نهاية المطاف سوف تتحوّل إلى حقيقة على أرض الواقع)، فإذا ركّز الإنسان في تفكيره ومشاعره على الأمور السلبية، فإنّه يجذبها، في حين أنّه إذا فكّر بطريقة إيجابية وسيطرت عليه المشاعر الجيدة، فهو بذلك يجذب نحوه كل ما هو جيّد.
 فيكمن عمل قانون الجذب في استخدام قوة العقل لترجمة الأفكار والمشاعر وتجسيدها لتصبح واقعاً ملموساً.

يجب ان اقول هنا ان ماسبق هو مايقوله المؤمنون بقانون الجذب، وليست اقوالي او ما اؤمن به بصورة كاملة، فأنا اعتقد أن اي انسان واقعي يفكر بطريقة عملية قد يشكك بما سبق.

ولكني سأقول لكم ما اؤمن به: عندما تمتلك حلم فانك تستطيع تحقيقه بكل تأكيد.

قبل ان يقترب موعد الاحتفال السنوي بذكرى تأسيس الجامعة التكنولوجية في بغداد باسبوعين تقريباً كانت لدى مجموعة من طلبة المرحلة الاولى في قسم هندسة العمارة فكرة حالمة، هي ان يقوموا باختيار لقطات شخصية مميزة لاشهر المعماريين في العالم من النساء والرجال ومن ثم تنفيذ صور مشابهة لها تماماً لطلبة العمارة او اساتذتها، وهنا يظهر الجانب العملي المقنع في (قانون الجذب)، فلم يكن كافياً ان نتخيل جمال الصور الناتجة وكونها فكرة لم ينفذها احد على المستوى المحلي، ولم يكن كافياً التفكير بايجابية والابتعاد عن الاشخاص الذين يستصغرون كل فكرة جديدة تكسر الجمود الذي يعيشون فيه، وانما كان لزاماً علينا القيام بافعال منظمة ومخطط لها لتحقيق تلك الفكرة.

وتتلخص الخطوات بانتخاب الصور المميز للمعماريين المشاهير، توزيع تلك الصور على الطلبة المشاركين بالحلم ليقوم كل منهم بتجهيز اكسسوارات الصورة (النظارات، قطع الملابس وغيرها)، تجهيز الكاميرا وموقع التصوير، الاتفاق على آلية لتنظيم التقاط الصور، اختيار اسم للمشروع او الفكرة والذي جاء من الفلم الامريكي الشهير لجون ترافولتا ونيكولاس كيج، ومن ثم التقاط صور تجريبية، واخيراً الاعلان عن الفكرة قبل موعد الاحتفالية.

ومن ثم حان موعد الجهد الكبير، فقد حرص الطلبة منذ الصباح وحتى نهاية الظهيرة على استقبال الطلبة والاساتذة وتنسيق اللقطات والانارة وغيرها من التفاصيل، ليختتم الجهد اخيراً بالعمل على انتخاب افضل اللقطات وتعديلها لتصبح متطابقة مع الصور الاصلية ومن ثم تسليمها الى اصحابها بصيغة رقمية وصيغة مطبوعة صالحة كجزء من ديكور المكتب او غرفة العمل.






وان كنا نؤمن بقانون الجذب او لا نؤمن به، فلا نستطيع انكار اهمية التحفيز في حياة الانسان، فنحن بحاجة الى محفزات قد تكون مادية او معنوية.
وتقول ادبيات قانون الجذب: يجب ان تفهم شيئاً حول تجاذب المتشابهات، ان اي شي تراه في عقلك يمكنك الحصول عليه بيديك.
فكيف هو الحال ان كنت تراه في عقلك وعينيك؟

فعندما ترى نفسك مجاوراً لاحد مشاهير العمارة ترتدي ما يرتديه تفكر بما يفكر به، هل من المستحيل ان تصبح انت شهيراً بدورك في المستقبل؟

انت مغناطيس ... ولكن يجب علينا ان نبذل جهداً حقيقياً للجذب كالجهد الذي بذله الطلبة لفكرة جميلة الى صور محفزة لغيرهم من الشباب لتحقيق ما يحلمون به.

واخيراً من اجل ان تحصل على اي شي في حياتك تخيل بانه موجود بالفعل ثم اخلق ذلك الوجود بنفسك.





الطلبة المشاركين في التخطيط والتنفيذ للفكرة:
ياسمين سهيل، ريم وجيه، أحمد سعد، أبراهيم باسم، مريم عدنان، رفقة ضياء، نبأ فراس، زينب حيدر.