السبت، 31 ديسمبر 2016

نهاية جديدة

يوهمنا اليوم الأخير بأنه ملائم لإتخاذ القرارات الجديدة وقد يصل بنا الأمر لغناء (خلاص أنا بُكرة ناوي أعيش حياتي بكَد)، والمشكلة أنه وهَم سنوي مزمن لا يمكن الخلاص منه ...
بحثت قبل قليل عن الصفة الرجالية المقابلة لـ(دراما كوين) التي تشير الى كونها صفة نسائية غالباً ولكني لم أجدها، والفكرة أنني لا أريد أن أكون (دراما كوين) بالكتابة عن الواقع العراقي في السنة الماضية، وللتأكيد على التخلص من تلك الصفة أنقل لكم النصائح الثمانية لموقع ((WikiHow:
-لا تستمر بالحديث عن المشاكل التي تواجهها عند الحديث مع الناس.
-لا تكن مزاجياً طيلة الوقت.
-لا تنخرط في نوبات الغضب.
-لا (تستقتل) من أجل الحصول على الإهتمام.
-إنشغل بالفنون.
-لا تغضب عندما لا تحصل على الدور الذي تريده في مسرحيات الحياة.
-اعمل أفضل ما يمكنك في كل دور تحصل عليه.
-وأخيراً كن علي طبيعتك.

لذا سأنشغل بالفنون وأحاول أن أكون كما أنا ...
ولكنني يجب أن أقول أنني فقدت أشخاصاً هذه السنة، وفقدت معهم نظرتي السابقة لمسرحية الحياة.
ويجب أن أقول أنني أستيقظت اليوم على أصوات صياح وعويل ... لأكتشف بعد قليل إستشهاد إبن الجيران وإبنه الصغير بإنفجار منطقة السنك... (رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته) ... وقد حرروني من وهم التخطيط السنوي.
وفي سياق آخر أروي لكم حكاية:
إبن خالتي والتزاماً بالمودة السائدة، ذهب الى جامعته وهو يرتدي جوارب قصيرة جداً لا تظهر من حافة الحذاء، ليبدو وكأنه لا يرتدي جوارب أصلاً، أوقفه رئيس قسمه لمحاسبته ... وبعد رزالة لم ينقل لي تفاصيلها قال له الرئيس:
أبوك يدري طالع بلية جواريب ؟؟
وبين فقدان الحياة وفقدان الجوارب هموم لا تنتهي ...


اليوم نهاية العام الرابع من التدوين ...

أتمنى لكم سنة سعيدة ... وفكروا بالأيام التالية :

2017/11/17
2017/6/5
2017/8/9




















السبت، 10 ديسمبر 2016

أحاديث الحلاقة

يروي لي جدي ذكريات طفولته عن الحِلاقة (الزيان):
في منطقة الشواكة كان يقع محل (هاشم الحلاق) وكان يستوفي أجراً مقداره خمسين فلساً عن حلاقة الطفل الصغير...
أما الطفل الصغير (جدي) فكان يأخذ (الخمسين فلس) من أهله ليذهب الى حلاق آخر، حلاق يثبت مرآة على جذع نخلة (في الموقع الحالي للمتحف العراقي في العلاوي) ويُجلس الزبون على علبة صفيح فارغة (تنكة) ويرتبط إسمه بها فيسمى حلاق (أبو التنكة).
أبو التنكة كان يستوفي ثلاثين فلساً فقط ثمناً للحلاقة ويبقى لجدي عشرين فلساً لشراء الحلويات بعد الزيان، ولكنه عندما يعود الى المنزل يفتضح أمره سريعاً لأن حلاقة هاشم الحلاق لا تتضمن هذا العدد من الجروح والطبرات ...
وهنالك ذكرى أخرى نشترك بها أنا وجدي معاً هي ذكرى مسلسل (تحت موس الحلاق) وبطليها حجي راضي وعبوسي. مسلسل تحت موس الحلاق ومسرحية الخيط والعصفور أيضاً نتاجات عراقية أصيلة، ولعل عدم رؤيتها والاستمتاع بها هي من أكثر خسائر الأجيال المعاصرة. 



واليوم يجب عليك أن تختار بين حلاق شاب مواكب للمودة وآخر متوسط العمر تقليدي، ولكن هذا الاختيار يرافقه خيارات الزامية لا مفر منها تتعلق بنوع الأشخاص الموجودين في المكان (الحلاقين والزبائن) والأحاديث التي ستسمعها أثناء الحلاقة وفترة الإنتظار قبلها...
وهنا يجب قول (غالباً) للإبتعاد عن خطر التعميم: غالباً عند إختيارك لحلاق مواكب للمودة فإنك تستمع لأنواع متعددة من الشتائم وقصص وبطولات غير مناسبة ابداً، فتنتهي من الحلاقة وأنت فاقد الأمل بالمجتمع الذي نعيش فيه.
في الطرف الآخر نجد أن الحلاق التقليدي وغالباً أيضاً يوفر بيئة أكثر راحة، مواضيع أكثر إحتراماً ولفظات بذيئة قليلة.
لذا وتحت ثنائية الشكل والمعنى فأنت تستطيع أن تحصل على شكل جميل وتتعرض لمعاني سيئة، أو أن تحصل على شكل مقبول ومعاني إيجابية. 

وأخيراً فأن تجربة بعد أخرى تثبت ماسبق وأتمنى أن تنكسر القاعدة ....