الاثنين، 19 يوليو 2021

المعمار المتسلسل

 المعمار المتسلسل


القاتل المتسلسل هو من يرتكب عمليتي قتل أو أكثر، كاحداث منفصلة، لإشباع رغبات نفسية غير طبيعية.

وبين العنوان والاستهلال لا أحاول مناقشة علاقة المعمار بفعل القتل، على الرغم من حضور تلك العلاقة في الفلم الأمريكي (The House That Jack Built). لكنني سأحاول مناقشة مفهوم (الإسلوب).


يقول جورج دي بوفون "إن الإسلوب هو الإنسان، ومعنى ذلك أن الإسلوب هو الصيغة أو التأليف الذي يرسم خِصال المرء وسجاياه، والمذهب الذي يذهبهُ كلُ واحدٍ من الكتّاب في التأليف بين ألفاظهِ وصوره".

 من خبرتنا الهوليودية نعرف أن الامساك بالقاتل المتسلسل يتم عن طريق تشخيص إسلوبهِ بالقتل، كيف يختار الضحايا؟ لماذا؟ أين؟ كيف يتقرّب منهم؟ كيف يتخلّص منهم؟ بعد معرفة الاجوبة يتم تحديد شخص القاتل والقبض عليه قبل جريمته التالية.

هل الإسلوب مهم للمعمار؟ يُنشئ طريقته الخاصة للتعامل مع الأشكال المعمارية، فيستطيع الناس، تحديد شخصه عن طريق معرفة إسلوبه في التصاميم التي يرونها في الواقع أو على الشبكة.   

من الغرب الى الشرق، فرانك لويد رايت، فرانك جيري، لو كوربوزيه، زهاء حديد وكينزو تانج وغيرهم الكثير من المشاهير، لكل منهم إسلوب خاص، ولولا ذلك الإسلوب لاصبحوا كغيرهم من المعماريين الآخرين ولم ينالوا شيئاً من الشهرة.

دور الإسلوب في كشف الإنسان نقمة على القاتل ونعمة على المعمار.

كيف يصل المعمار الى إسلوبه الخاص؟ هذا نتاج بحث في عمارة الماضي وفهم الحاضر وإستشراف المستقبل، ثم تحويل نتائج البحث والفهم والاستشراف الى تصاميم معمارية فتأتي مرحلة نقدها من قبل المختصين والاستفادة أخيراً من ذلك النقد لتطويرها. لعل أفضل من يشرح لنا كيف قام بكل ذلك هو المعمار رفعة الجادرجي. وقد حاز تلك الافضلية لتدوينه جميع ما مر به على صفحات كتب عديدة ألّفها وبقيت بعد ذهابه.

من العنوان والقتل أيضاً، سأحكي لكم اليوم قصّة (السطوح المتسلسلة). نبدأ من بحث الجادرجي وإستخدامه لها ضمن إسلوبه المميز لننتهي بنظرة لمستقبل العمارة، والهدف تمكين الطلبة والمعماريين الشباب من الخطوات الاولى تجاه بناء إسلوبهم التصميمي الخاص.

ينطلق الجادرجي في بحثه من دراسة العلاقة بين تحقيق الجمال وبين المتطلبات الانشائية في العمارة القوطية، حيث يكتشف أنها علاقة ديناميكية تتجسد في دعامات الحائط والدعامات الحجرية الطائرة. فهي تستخدم لإيصال ثقل السقف إلى الأرض وكذلك في تقطيع الفضاء الداخلي ومن ثم تحقيق مبادئ التكرار والإيقاع وبالتالي جمال الوحدة في تكوين الكنيسة القوطية.



يوظف الجادرجي تلك الفكرة في مبانيه، وتظهر بوضوح في مبنى بدالة السنك ومصرف الرافدين فرع المنصور في بغداد. مع إختلاف مادة البناء وتأثير ذلك على سُمك تلك (الدعامات) وتحولها من حجوم حجرية الى شبه سطوح من الكونكريت أو الطابوق.

إعتمد الجادرجي في تصميم تكوين مصرف الرافدين على تلك الجدران المتعددة المتوازية (السطوح) والتي تمتد للخارج. فتحقق باختلاف المسافات بينها وباختلاف نسب الاقواس داخل تلك المسافات مبدأ الايقاع في التكوين وبالتالي تحقيق الوحدة بالإيقاع كما حصل في العمارة القوطية.

بدالة السنك 

بدالة السنك

مصرف الرافدين فرع المنصور

ننتبه أن تلك الجدران أو السطوح هندسية منتظمة، وهنا ينتهي جهد الجادرجي ويأتي بعده جهد نقّاد العمارة. يقول التشكيلي شاكر لعيبي في كتابه (المعماري والرسام): "في مبنى البنك (مصرف الرافدين فرع المنصور) ثمة حِوار بين هذه الجدران العمودية الخارجية بخطوطها المستقيمة وشكلها الهندسي الصارم المهيب وما يجاروها من فتحات (الاقواس) ذات الخطوط المنحنية، الإثنان مبنيان بمادة الطابوق التي تمنح الوحدة والحميمية". (انتهى الاقتباس) أي أن الجادرجي حاول خلق التعارض بالشكل مع الحفاظ على صفة مشتركة وهي خامة البناء الطابوقية لتحقيق الوحدة او الهارموني بين عناصر التكوين.

السطوح المتسلسلة ليست إكتشاف جادرجي، وإستخدامها لم يقتصر عليه وحده، بل نجد التنظير لها في مصادر معمارية قديمة وجديدة، في كتاب (Principles of Three Dimensional Design) للفنان الصيني (Wucius Wong) يعتبرها إسلوب لإنتاج الحجوم ثلاثية الابعاد، ويشرح كيفية إستخدامها لإنتاج التنوّع. كان هذا عام 1981، أما في عام 2016 فنجد التنظير للسطوح المتسلسلة في كتاب (The Fast Guide to Architectural Form)  للمعمار الايطالي (Baires Raffaelli)، وتسميتها (Multiplanar)، مع شرح لكيفية إستخدامها أيضاً في تحقيق الوحدة للتكوين.

لا نجد في المصدرين السابقين إشارة الى قضية مهمة، وهي أن المنحنيات (Curves) أصبحت ظاهرة العمارة المعاصرة وحتى المستقبلية. لنكتب (Future Architecture) على محرك البحث (Google)، سنجد أن الخطوط والسطوح والحجوم المنحنية والعضوية في كل مكان. هذا ما ألقى بظلاله على السطوح المتسلسلة أيضاً. فبدلاً عن خلق التعارض كما فعل الجادرجي أصبح المعمار يستخدمها لخلق مبدأ التحول العضوي في الحجوم المعمارية.

هنا لابد من الإشارة الى خصوصية عراقية، فمع الصعوبات التي قد تواجهنا كمعماريين في كيفية رسم الحجوم العضوية أو المتحولة حاسوبياً، ومع الصعوبات التي تواجه المنفذين (البنائون، النجارون وغيرهم) في كيفية تنفيذ تلك الحجوم، تأتي السطوح المتسلسلة كحل مناسب لكلا المشكلتين وتسهيل إنتاج عمارة عضوية معاصرة أو مستقبلية.

لا زلنا لم نتحدث عن المستقبل.

إن كان الجادرجي أو طلبة العمارة قد إستخدموا السطوح المتسلسلة في تصاميمهم عن طريق التخطيط باليد ومن ثم تنفيذ (رسم) التخطيط بأحد البرامج الحاسوبية، فإن المستقبل (في العراق على الأقل) سيوفر لنا البرامج الحاسوبية التي تساعدنا على (تصميم) وليس (رسم) حجوم عضوية جميلة وبإستخدام السطوح المتسلسلة سواء كانت عمودية أو أفقية. وهذا هو عالم التصميم البارامتري (Parametric Design) الذي دخلنا اليه بخجل في العراق، ونتمنى أن نتعمق فيه مستقبلاً.


هذه القصة كان أبطالها هذا العام طلبة المرحلة الاولى في الجامعة التكنولوجية، وذلك عن طريق إجراء تمرين يتلخص باستخدام السطوح المتسلسلة، لتصميم مجسّم يتصف بالتحول الذي ينتج عن التلاعب بموضع السطوح او توجيهها او الحذف والاضافة منها واليها، على أن تتم تلك الاجراءات التصميمية بشكل متدرّج.

كانت نتاجات الطلبة متنوعة وجميلة، ونتمنى أن تُثمر اساليب معمارية أجمل.

 

نور احمد خليل

زهراء حمدي مهدي

غادة ليث ابراهيم

رحمة عبد جهاد

زيد خالد جاسم








الخميس، 8 يوليو 2021

إفرد جناحك

 

إفرد جناحك

فوجئت للمرّة الأولى بالمحتوى العربي على شبكة الأنترنت. عند بحثي عن (الإفراد) نصحتني خوارزمية (Google) بـ(الإفراد الهندسي)، وقدّمت لي 5 ملايين نتيجة (وكسر)!

يكتب الجميع عن الماضي وذكرياته، وما يُميّز بين الكُتّاب هو الموقف من ذلك الماضي، الحنين ولعن الحاضر؟ أم التفاؤل بإنقضاء صعوباته والإحتفاء بالحاضر والمستقبل؟ يقول كريم العراقي في (بعد الحُب): "حبيبي سابقاً لا أكثر، أحس كُل شي فينا تغيّر".

للانضمام الى فريق المتفائلين، علينا تجهيز (صورتين شخصية وحبل)، كلّا... هذه نُكتة سَمِجة كان يتندّر بها الاكبر منا سناً عند لعب كرة القدم، كانوا يقولون: (جيب صورتين وحبل حتى نسحبك للمنتخب).

للانضمام الى فريق المتفائلين، علينا الإبتعاد عن التعليم الشفاهي وعن الإعتماد على الأستاذ كمصدر وحيد للمعلومات لبناء رأي الشباب وخبرتهم النظرية والعملية. نقرأ للمعمار معاذ الآلوسي في كتابه (توبوس، حكاية زمان ومكان): "الكثير من خريجي معاهد المنطقة اليوم لم يعد يستعمل القلم، ولسان حاله يقول مالي والقلم بوجود عبدي الخادم المطيع الأثول: الكومبيوتر والآي باد"، ثم يلعن الكاد (CAD) والكومبيوتر (شلع قلع).

تخيلوا لو إعتمدنا هذا الرأي فقط للتعامل مع الكومبيوتر وبرامجه؟ نقول دائماً يجب أن لا ننكر وجود سلبيات عند استخدام الكومبيوتر، لكن التحدي هو تجاوز تلك السلبيات وليس التخلي عن الخادم المطيع الذي يزيدنا ذكاءاً.

كانت بدايتي مع صناعة المجسمات المعمارية (الموديلات) بداية تقليدية. استخدمنا في المرحلة الاولى مادة (Canson Paper) لصناعة مثلّثات وشبكات مُجسمة وغيرها من الاشكال ضمن التكوينات المطلوبة في مادة التصميم المعماري. لم اسمع بمفهوم (الإفراد) أو (إفراد السطوح) إلا بعد معرفتي باساتذتي (سعد محسن وعبد الرزاق زامل) المحترمين، خُبراء صناعة الموديلات. راقبت أعمالهم واكتسبت منهم خبرتي (النظرية على الأقل) في صناعة الموديلات. انضممت بعدها لكادر مادة ورشة الموديلات، التي تم انتزاع وقتها من مادة المعامل والورش، فاصبح كل منهما كورس واحد ضمن السنة الدراسية الاولى لطلبة العمارة.

الآن تم تجميد مادة ورشة الموديلات والعودة الى النظام السابق، وهو قرار سلبي في ظاهرهِ، لكن من زاوية أخرى قد تكون المعامل والورش أكثر أهمية لاكتساب طالب العمارة مُقدّمات في الخبرة العملية للتخصصات الهندسية المرتبطة بالعمارة، وسيكون له القدرة على إكتساب معرفة صناعة الموديلات بمواد أخرى أو بإجتهاده الشخصي.

مادة الهندسة الوصفية هي إحدى المواد المختصة بشرح (إفراد السطوح) من حيث كونه (بسط الأجسام الهندسية المجسمة على مستوي واحد بعد فتح طياته وتمثيله على ورق الرسم لغرض بيان الأشكال الحقيقية لتلك الأجسام). والمفهوم مرتبط بمفهوم التصور المكاني والقدرة على الإنتقال بتخيّل الأجسام بين حالتها ثنائية وثلاثية الأبعاد.

ولنتحرر من التعليم الشفاهي كما نطمح دائماً فاننا نجد بدايات المعرفة بمفهوم الإفراد في كتب مثل (الهندسة الوصفية للمهندس والمعمار لعماد أزهر البكري)، وكتاب (الهندسة الوصفية لمدحت فضيل فتح الله). وقد إنتقلت مبادئ تلك المعرفة لصفحات كثيرة على شبكة الانترنت مع مخططات واضحة مرسومة بالبرامج الحاسوبية.

توفر لنا البرامج الحاسوبية أيضاً أدوات لإفراد الاجسام ثلاثية الأبعاد، (أدوات مطيعة أثاولة – جمع أثول-)، دون الحاجة للقيام بحل المعادلات الرياضية لإستخراج الابعاد الحقيقية لتك الأجسام.

ولأننا "بمبدأ المنفعة صرنا، نقرة طالعنة التعيس" مع فايروس كورونا، فقد حاول طلبة المرحلة الاولى في الجامعة التكنولوجية فهم مبادئ إفراد السطوح وتجريبها لإنتاج مجموعة من المجسمات الأساسية وتصويرها بطريقة فنّية جميلة:        

زيد خالد جاسم

ايلاف واثق جعفر

علي زياد خلف

فاطمة وليد عبد الشهيد

رحمة عبد جهاد

زهراء حيدر خيون

رونق رياض سلمان

ايوب علي عبد الجبار

محمد قاسم حسين











السبت، 19 يونيو 2021

تجارب طلبة العمارة في تنمية التصور المكاني

 

تجارب طلبة العمارة في تنمية التصور المكاني


أحلم في كثير من الأحيان بعودة العمل باختبار القبول للطلبة الراغبين بدراسة العمارة، ولكنني أنا نفسي تم قبولي في قسم العمارة دون ذلك الاختبار!

كما نعلم فإن دراسة العمارة تتطلب إمكانات ومهارات فكرية خاصة، ومن غير المناسب الاعتماد على معدل الدراسة الاعدادية فقطة للقبول فيها، فتتحول بعدها أيام الكثير من الطلبة الى جحيم مُقيم، فينقمون بعدها على المهنة ويمارسونها بفوضى ثأراً منها.

بعد قَبولي بأيام قليلة أُجري لنا إختباراً ورقياً تضمن أشكالاً غامضة، مربعات ومدورات، نجوم وإضافات وقطوعات، وكان علينا أن نختار شكلاً منها كإجابة لكل فقرة.

لم أعلم حينها عمّا يدور هذا الاختبار ولا الهدف منه، ولم أعلم أيضاً كيفية الإجابة عن الاسئلة ولا الدرجة التي حصلت عليها في النهاية.

فعالية عابرة أتذكرها الآن بـ(Opacity) 20%.

على رصيف شارع المتنبي وبعد سنوات طويلة عثرت على كتاب (معارك قيس وليلى)، وكعادتنا في السؤال عن سبب أي شجار يحصل في الشارع، أردت معرفة سبب المعارك. ما الذي جعل قيس يهيم على وجهه في البراري والقفار ويأنس الوحوش والصَبّار؟ فيُرى حيناً في الشام وحين في أطراف الحجاز الى أن وجِدَ ميتاً بين الأحجار.

في فصل الكتاب الخامس إكتشفت أسباب الإختبار سابق الذكر ودلالاته، إنه يبحث عن قدرة التصوّر المكاني لدى الطلبة. وقدرة التصور المكاني باختصار هي إمكانية تقليب وتدوير الانسان للاشكال بخياله، بمستويات ثنائية الابعاد وثلاثية الابعاد والانتقال بين المستويين بكفاءة. وهي قدرة ومهارة مهمة جداً لدارسي العمارة في التعامل مع التكوينات والمخططات وتفصيلاتهما المتشعبة.



لتلك القدرة طرق قياس وإختبارات متنوعة متوفرة مجاناً على الشبكة، وهنالك طرق لتنميتها في حال إكتشف طلبة العمارة ضعفها لديهم. من تلك الطرق إستخدام الخرائط الورقية او الالكترونية في السفر، حل الالغاز والمتاهات، لعب الالعاب اللالكترونية الاستراتيجية، اللعب بالليكَو والميكانو، رسم وتخطيط الاشكال من الواقع والخيال، النظر الى ما خلف الصور الفوتوغرافية وأخيراً بناء ذاكرة مكانية وخلق القصص من الصور دون كلمات.

يهدف التعليم اليوم الى كشف الأسرار، إعلان أهداف ما نقوم به من تمارين واختبارات، ومشاركة جميع المعلومات والمصادر، ليتمكن الطالب المجتهد الاستزادة منها، ولا عزاء للمتكاسلين. ولتحقيق ذلك الهدف، قرأ طلبة المرحلة الاولى في قسم هندسة العمارة الجامعة التكنولوجية عن قدرة التصور المكاني، ثم أجرى كل منهم إختباراً لقياس تلك القدرة لديه.

هل يمتلك قدرة تصور مكاني ضعيفة ام قوية؟ أمرٌ يعرفه هو فقط، ولكنهم شاركونا تجاربهم في محاولة تنمية وتطوير تلك القدرة وبواحدة من الطرق التي تم ذكرها سابقاً.

 

MOHAMED JAWAD HAIDER

Using maps for navigation

As someone who studies Architecture and has passion for Graphic Design and playing Video Games I really need to improve these skills, there are many ways to boost our Spatial Visualization skills, one of these is using maps for navigation which was the one I chose to describe.

So the destination was Al-Mutanabbi Street and the start point was Sinak Bridge, I opened Google Maps and turned off the GPS to get the full benefits of the experience, then we started to walk towards Hafiz Alqadhi Square as the map says, while reading the map and continuing to walk my brain started to recognise and understand the symbols and the keys of the map, the white lines are streets, the big blue strip is the Tigris and the gray shapes are buildings, this is where the Spatial Visualization skills will show up.

After we arrived in Hafiz Alqadhi Square we headed north to Al Rusafi Square, and passed Maruf al Rusafi statue, about 90m to get to our destination, we crossed Al Rasheed Street and Al-Mutanabbi Street was on the left.

This experience helped me improve my spatial intelligence and increase my sense of direction.

I hope to do more exercises in the future.

 

استبرق سامي

حل الألغاز باستخدام الـ Puzzles))

قمت بالبحث في Google عن العاب الـ (Puzzles)  لتقوية قدرة التصور المكاني لدي، وجدت احد الروابط التي تحتوي على الكثير من الصور غير المركبة.

قمت باختيار صورة لضريح تاج محل الواقع في الهند، إضافة إلى إن الموقع يحتوي على عداد للوقت لحساب كم استغرقت في حل اللغز. في المرة الأولى باستخدام (63) قطعة Puzzles استغرقت (15:03) من الوقت. وعند إعادة التركيب مرة أخرى استغرقت (7:51) من الوقت للوصول إلى النتيجة النهائية.

ولاحظت عند إعادة التركيب للمرة الثانية قد استغرقت نصف الوقت الذي قضيته لإكمال الصورة في المرة الأولى، واعتقد إنني توصلت إلى مرحلة أفضل في قدرة التصور المكاني من حيث الوقت وسرعة تخيل شكل الصورة النهائي  وعلاقة الأجزاء المختلفة في الشكل الهندسي بعد أن يتغير وضعها المكاني فـعندما نريد إثبات أن مثلثين يتضمنهما شكل مرسوم ينطبق أحدهما على الأخر، نتصور تغير وضع الأول لينطبق على الثاني.

وأيقنت أن التصور البصري المكاني نشاط عقلي معرفي يتميز بالتصور البصري المكاني لحركة الأشكال والأجسام في الفراغ، ويعتمد على إدراك العلاقات الهندسية بين الأشكال والأجسام و السرعة والدقة في ذلك، واستعمال الشيء أو تحويله لتنظيم بصري أخر أو إحداث بعض التغيرات في الأشكال المدركة بصرياً.


زيد خالد جاسم

لعب الالعاب الالكترونية الاستراتيجية

منذ صغري وانا احب الالعاب الاستراتيجة والعبها دوماً ولكن لم اكن ادرك اهميتها في العمارة وتطوير التصور المكاني فقد جربت انواع عديدة منها الحربية ومنها بناء المدن. والان بعد تجربتها كنوع من انواع تطوير التصور المكاني اصبحت أراها بشكل مختلف.

بالنسبة للحربية منها كلعبة Age Of Empires فطريقة لعبها متعلقة بخطط الشخص نفسه وهل يريد الدفاع لكي يستنزف موارد العدو او يقوم بالتخطيط للهجوم وغزو مناطق العدو، وأن كل خطوة يمكن أن تؤثر على الاحداث الاخرى لذا كان يجب دوماً دراسة الخطط المتوفرة وكيفية ادارة الموارد بما يساعد هذه الخطط فليس هنالك حركات عشوائية لانها سوف تمنح الافضلية للعدو.

فكان التخيل هو ما يساعدني على توقع ما سيحدث تالياً وكيف استطيع التعامل معه والفوز.

اما النوع الآخر وهو ادارة المدن وبنائها وتطوير نظامها الاقتصادي كلعبة Cities Skylines، فهذه اللعبة تعتمد على تخطيط مدينة وتقسيمها بين القطاع السكني والتجاري والصناعي وكيف يمكن توظيف كل من هذه القطاعات ليساعد القطاع الاخر لانه يجب عليّ كعمدة توفير كل شيء للمدينة من مستشفيات ومدارس ومراكز شرطة وفي نفس الوقت يجب عليّ تنمية الاقتصاد فيها وربح الاموال بدلاً من خسارتها.

 فهنا يجب التخطيط للمستقبل وليس للحاضر فقط لان عليّ ان اتوقع تأثير كل خطوة قبل القيام بها والا سيصبح تصحيح هذه الخطوة في الوقت اللاحق اصعب بكثير.

لقد كنت دوماً معجباً بالالعاب لانها كانت تطور معرفتي وارى الكثير من المعالم المختلفة فقد رأيت حضارات الماضي ورأيت تصور العلماء كيف يمكن ان يكون المستقبل وايضاً رأيت الحاضر في مختلف الاماكن من العالم الا انني لم اكن اتوقع ان تكون مرتبطة بالعمارة وبالاخص بالتصور المكاني بهذا الشكل.

 

مريم سعد غريب

لعبة الشطرنج

سأتكلم عن تجربتي الاولى في هذه اللعبة وعن ماعليه انا الآن.

في اول تجربة لي مع اخي في هذهِ اللعبة وهو اكبر مني سناً تغلب علي بكل سهولة .. فكرت ما السبب في ذالك؟ 

لاحظت بعض الملاحظات التي يلعب بها وهي أن ياخذ فترة معينة للتفكير وينظر للوح قليلاً بعدها يقرر اللعب، اما انا كنت ارى اللوح مجرد قطع استطيع تحريكها بمطلق الحرية وحتى خطوتي التالية لم اكن اقررها، كان مبدأي هو عندما يحين دوري سأفكر بأي قطعة شطرنج سالعب وليس تفكير سابق ضمن خطة للوصول للهدف. بعدها في المرة الثانية حاولت ان اتماشى معه ايضا ماستكون خطوتي الأولى؟ كيف سافكر؟ ما الخطوة التالية؟ هل استطيع تحريك هذه ام لا؟ حسناً اعترف بانه كان امر متعب جدا بلنسبه اليّ.

حتى انني سأمتُ من اللعب فيها بسبب استمرار فوزهُ بها وبكل سهولة وحتى حاولت اللعب مع والدي  وكان هو الاقوى.. بعد مدة وتفكير مطول بدأت افهم اكثر واكثر في هذه اللعبة الغريبة حتى اصبحت ارى شكل لوح الشطرنج بطريقة مختلفة.

وحسب خطوات المقابل اصبح يمكنني رسم تحركاتي بمخيلتي لاصل للملك وفي كل خطوة اضع خيارات واسال نفسي ماسبب هذه الخطوة لافكر بافضل تفسير وهو يكون الافضل واقرر خطواتي التاليه فأحياناً تفشل الخطة واضطر بتبديلها بأخرى وايضاً ابدأ بتصور خطواتي وخطوات المقابل واللعب على هذا الاساس .. في النهاية اصبحت لاعبة ليست سهلة كما في البداية لاني اعتمدت اكثر على التصور المكاني في اللعب ولا انكر انني فزت مرتين فقط من اصل 9 ولكنها البداية بالنسبة لي وساكمل تطوير تفكيري ومخيلتي .


غادة ليث ابراهيم

ماذا لو تحركت القلعة ثلاث خطوات الى اليسار؟

حل الألغاز والألعاب التي تتطلب تخيل كامل لمواضع الأجسام، هي وسيلة لتطوير التحسس المكاني للفرد، والتي على وجه التقريب تكون ضعيفة نسبياً في حالات اضطراب قصور الانتباه وفرط الحركةadhd.

فما هي العلاقة التي تربطهم بالعمارة؟ مكونة هذا الثلاثي الشائع؟

من المهارات التي يتوجب على المعمار تطويرها في مشوار التعلم المستمر في بحر العمارة، هي القدرة على تحسس مواضع الاشياء وتوقع النتائج التي تترتب على تحريكها في الاحتمالات الممكنة، والتي توفر الالغاز نموذجاً مناسباً للتدرب والمحاولة على توجيه العقل للبحث عن الاحتمالات، وما قد يؤول كل منها، وبذلك التمسك برفيق المعمار(ماذا لو؟)

من الاضطرابات غير المشخصة الشائعة لدى البالغين والتي قد تتطور نتيجة لاستعداد جيني او طبيعة نمط الحياة المعتمد لفترة زمنية طويلة نسبياً، والتي لطالما تم تجاهلها او ايعازها لخصال مثل الاهمال او سوء التنظيم، هو اضطراب قصور او تشتت الانتباه وفرط الحركة، والذي ليس بالضرورة حركة بدنية.

يمثل مجال العمارة في صورته الحالية بيئة خصبة لتطور هذا الاضطراب، الذي من اعراضه المحتملة الصعوبة في التصور المكاني، ما يعارض طبيعة العمل ومتطلباته، فما هي اهم ميكانيكيات التكيف الشائعة؟ وكيف كانت تجربتي الشخصية مع العاب الالغاز؟

يميل الافراد لتطوير سلوك دفاعي يتمثل بتعيين وترتيب الاولويات وتثبيتها خطياً والافراط باستخدام وسائل التنظيم، وهو ما كانت لدي قدرة بتوجيهه في هذا النوع من الالعاب، حيث تعرف العقل على الانماط وقدرته على اكمال بعضها تعطي استراحة صغيرة من التفكير في محاور اخرى لاحتياجها الى مستويات متوسطة الى عالية من التركيز وبحسب طبيعة اللعبة، اضافة الى كون استمرارية في اللعب تؤدي لتطور ملحوظ على المدى البعيد في القدرة على تخيل وتوقع المواضع والاتجاهات واكمال الصور ذهنياً.

 

علي عبد الامير حسن

التصور المكاني و لعبة كرة القدم         

 من خلال اطلاعي على بعض التقارير التي تهتم بالتصور المكاني عرفت كم هي مفيدة ومهمة للانسان وكل انسان ممكن ان  يستعمل هذه الميزة ولكن بدرجات مختلفة تختلف من فرد لأخر وممكن تطوير هذه الميزة لتكسبك مهارات مختلفة ومفيدة في الاماكن التي تحتاجها ومن هذه الاماكن هي في لعبة كرة القدم سواء كانت على ارض الواقع  او في الالعاب الالكترونية. اني اكتسب القليل من هذه المهارة في لعبة كرة القدم التي تنفعني في تحديد مواقع تمرير الكرة وحتى تسديد الكرة لتأخذ طريقها الى المرمى او لتمرير الكرة الى زميلي في الفريق فهذه الخطوات تحتاج الى تصور حركة الاعبين الخصم ولاعبين الفريق خلال وقت قصير جدا لا يتعدى الثواني فخلالها يجب ان تتخذ القرار وهو ما يتطلب التفكير السريع وتصور حركة جميع اللاعبين الذين يحيطون بك فمنهم من يريد ان تمرر له ومنهم من يريد ان يقطعها منك وانت تفكر في القرار ثم تتصور الخيارات ثم تقرر ما الذي عليك فعله خلال هذه الثانية ودليل عل ان لعبة كرة القدم تحتاج اللى ميزة التصور المكاني هي تمريرات لاعبين خط الوسط الكبار ومنهم انسيتا وجافي وطريقة تمريرهم وتصورهم لمواقع اللاعبين بشكل كبير ولاعبين خط الهجوم وحارس المرمى الذي يتصور مكان تسديد الكرة فهو يتطلب منه تصور عالي اكثر من اي لاعب اخر لكي يمسك الكرة, فعندما ترتفع الكرة في السماء الجميع ينظر اليها ويتصور مكان سقوطها لكي يحصل عليها فكل هذه الحالات تنطبق على كل لاعب كرة قدم فجميعهم يمر باغلب هذه المواقف لكنهم لايتمتعون بنفس الدرجة من التصور المكاني فأكاد اجزم ان اللاعب الذي لا يتقن التصور المكاني لا يمكن ان يحترف بلعبة كرة القدم, واحدة من المواقف التي حصلت لي وانا العب كرة القدم هي اني في احدى المباريات المهمة لفريقي وفي اخير دقيقة من المباراة قطعت الكرة من المدافع وإنطلقت بسرعة نحو المرمى انا وصديقي المهاجم واحد المدافعين مع صديقي واخر يجري خلفي فوصلت للمرمى  وهنا سمعت صوت صديقي المدافع ينادي من الخلف على الجانب الايسر مررت الكرة لصديقي دون ان أراه فسجل وفزنا وتأهلنا للمباراة النهائية.


Hajar Ali Safaa

See through photographs

Seeing through photographs is one of most interesting ways for Improving the spatial intelligence, I was excited to try this exercise out of the other ones and I thought it'd help me specifically since I always struggle with remembering the whole scene of a place or a building. I started this experience with looking back at my old pictures, In different places that I used to go, It wasn't as easy as I thought it'd be, I tried to finish or remember my surroundings in the picture but my memory wasn't as clear as I needed it to be. But my second try was better, I was watching a movie and I screenshotted some scenes so I can go back to it later and see if I can remember how the whole place looked like and can finish it in my brain. And I did it right but the process wasn’t fast. I did it again But with another series and I found it easier this time, It didn’t take that long to see through the pictures, Even though I’m still missing some details and I need to try it more along with other exercises, I was genuinely shocked from the improvement that I saw in the last time I tried visualizing the photograph in my head, from what I’ve seen, I shouldn’t just look at the photos and expect my brain to remember it, I should observe it more and pay attention to the details.


ريام ياسر فرحان

النظر الى ما خلف الصور الفوتوغرافية   

احد اكثر الأماكن التي لطالما نظرت اليها في الصور وتأملتها عند مشاهدة المسلسلات او الأفلام هو جامع السلطان احمد في إسطنبول  كان احد الأماكن المثيرة للاهتمام  بالنسبة لي دائما في الصور لجمال هذا المكان ولكثرة مشاهدتي له  بسبب اهتمامي بالثقافة التركية ومعالمهم.

لطالما تخيلت كيف سيكون هذا المكان في الواقع كيف سيختلف  شعور الأشخاص في هذه الحدائق وكيف سيتنقل السياح في هذا المكان. ان مساحة المكان الكبيرة والحدائق العديدة في الخارج  ستخلق تجربة مختلفة تماما للشخص منه عن الدخول للفناء وسط المسجد الذي قد يخيل للشخص دخوله الى قلعة قديمة او شيء من هذا القبيل بسبب  حجم المسجد الكبير، وهذا ما حدث لي  تقريبا عندما زرت هذا المكان فعلا بعد فترة من الزمن.

ولاحظت الاختلاف الكبير بين رؤية المكان في الصورة والتجول بداخله الذي كان شبيه  بدرجة جيدة ما تخيلت عنه  ولهذا اعتقد ان قدرتي على التصور المكاني جيدة فتجربتي كانت شبيهة جدا بما تصورته عن هذا المكان من حركة الأشخاص في الخارج والاصوات وحتى طبيعة الجو المعتدل بسبب الحدائق الكثيرة وروائح الكستناء المشوي والذرة المشهورة في هذه المنطقة.    

عند رؤيتي لبعض التفاصيل في الحدائق مثل أماكن الجلوس حمراء اللون تخيلت كيف سيكون الواقع عند جلوس الكثير من السياح هنا ووجود ضوضاء مختلفة حولهم  كيف سيتنقل الأشخاص في هذا المكان وكيف سيؤثر وجود القباب العالية للمسجد امامهم من شعورهم في هذا المكان ورأيت هذا كله بعد ذهابي الى هناك وكنت أرى مختلف التفاصيل في المكان واحاول ربطها بما أتذكر في الصور التي نظرت اليها كثيرا لاتوقع الأماكن  الأخرى المختلفة في المكان ايضاً.

 

عمار صباح حسن

الهدف : إيجاد دار نشر محددة في معرض الكتاب 2021 بناء على الذاكرة المكانية أثناء الزيارة السابقة لمعرض الكتاب 2020

لكل قارئ قائمة محددة بأسماء الكتب والروايات المرغوب  اقتنائها أثناء زيارته لمعرض الكتاب ، ومن أكثر الدور نشراً لهذه الروايات والكتب نسبة لي هي دار الرافدين المتواجدة في قاعة دور النشر العراقية ، وكان عليّ أثناء زيارتي للمعرض يوم أمس البحث عنها وفقاً للذاكرة المكانية السابقة اثناء البحث عن الدار في المعرض السابق في سنة 2020 ، فكان عليّ تخيل الطريق المؤدي الى قاعة دور النشر العراقية ، في بداية الأمر وبعد اجتيازي بوابة الدخول المؤدية إلى أرض معرض بغداد ، اكتشفت أن الأمر مختلف عن ما كان عليه في المعرض السابق ، إذ أنني عثرت على قاعة دور النشر العراقية والتي كانت مجاورة لقاعة دور النشر الخليجية ومقابلة للمكان التي قامت فيه الندوات السابقة ، أما الان وقد تم إلغاء قاعة دور النشر الخليجية وقاعة الندوات فقد زاد الأمر صعوبة ، كان عليّ تخيل الانعطافات التي اخذتها سابقا يميناً ويساراً من دون أي نقطة دالة كقاعة الندوات أو أي اشارة ثانية مؤدية إلى المكان المطلوب ، اعتمدت على ذاكرتي وتركت عقلي يحرك ساقيّ كما يشاء ، بعد أن انتهيت من التفكير في تحديد الوجهة وجدتني أعبر الأرض الفارغة التي تتوسطها النافورة ثم أنعطف يساراً حيث كانت بوابة الدخول التي افتتحها رئيس الوزراء في المعرض السابق والتي لم يعد لها أي أثر الان ، استعاد عقلي شيء من الذاكرة أثناء مروري بقاعة دور النشر المصرية يميناً والتي اصبح اسمها قاعة زها حديد فمشيت في استقامة وعند رؤيتي قاعة نشر بإسم مصطفى جواد وتقابلها قاعة نشر بإسم الدكتور علي الوردي تذكرت فوراً أنها كانت قاعة دور النشر السورية وتقابلها اللبنانية والأردنية ، والتي كانت مجاورة لقاعة الندوات ، فانعطفت يميناً الى قاعة دور النشر العراقية سابقاً والتي اصبح اسمها قاعة أبي نؤاس ، وبحثت عن دار الرافدين لكني لم أجدها ، فإعتقدت أن تصوري للمكان كان خاطئاً ، لكن تبين لي أنني لم اكن مخطئاً في طريقة التفكير ، فعندما استعلمت عن دار الرافدين علمت أنها لم تشارك في معرض الكتاب لهذه السنة ..

 

تقى علاء عبدالرضا لطيف

بناء ذاكرة مكانية

بعد اسبوع طويل ومرهق مليء بالانجازات، قررت أن اكافئ نفسي بشيء احبه وهو الذهاب إلى السينما ومشاهدة احدى الافلام الموجودة في قائمتي السنوية للافلام. أردت ان أستغل فرصة ذهابي للسينما بجمع معلومات يمكنني الاستفادة منها لتقديم واجب الهندسة الوصفية، لذلك ذهبت سيرًا على الاقدام الى السينما الموجودة في احدى المراكز التجارية القريبة من منزلي.

انطلقت من نقطة البداية وهي منزلي متجهة الى المركز التجاري بإستعمال ذاكرتي، فلم أكن  بحاجة الى استعمال Google Map فالخارطة محفوظة في ذهني لانني اعتدتُ أن أكتشف المدينة التي أسكن فيها سواءً الاماكن القريبة من منزلي التي اكتشفها بدون استعمال المواصلات او الاماكن البعيدة باستعمال المواصلات.

ركزت في رحلتي باكتشاف اماكن جديدة والبحث عن طرق مختصرة أكثر لاضافتها الى الخارطة التي صنعتها في ذهني، فلاحظت ألوان الابنية بشكل أكثف، وبدأت بتحليل الابنية والمقارنة فيما بينها لتمييزها وحفظها وتجسيدها بالذاكرة لوقت أطول. وصلت الى وجهتي بوقت اكثر من المتوقع وذلك بسبب تجربتي باكتشاف طرق مختصرة أكثر، لكن عند عودتي استطعت الوصول بوقت أقل من المتوقع وذلك لانني اعتمدت على الطرق المختصرة التي اكتشفتها.

الهدف الثالث للرحلة كان اختبار قدراتي في تصور طرق مختصرة، وقد نجحت في ذلك وأثبتُ أن لا أختلاف بين المرأة والرجل في القدرة على التصور المكاني كما يقول البعض وأنما يعتمد على التكرار وعدد المحاولات فليست التجربة الاولى كما هي العاشرة ! فسبب وجود هذا الخلل هو المجتمع، يقارنون التجربة العاشرة للرجل بالتجربة الاولى للمرأة، عندما لا يعطونها فرصة للتجربة أكثر!

 

فرح بسام عدنان

خلق القصص من الصور

 التصور المكاني يعتمد على الخيال وهذه الصفة تنطبق على القصص والروايات المصورة وكل هذه التسميات تقع تحت مضلة الفنون المتسلسلة، حيث يقوم الكاتب بهذه الفنون بالتعبي عن أفكاره بإستخدام الصور والاشكال.

أتذكر قراءتي لمجموعة من القصص المصورة كنت اجدها في مكتبتنا حيث كانت تجذبني الوانها الزاهية ونسبة الى الفئة العمرية التي كنت انتمي اليها كانت القصص المصورة هي الطريقة الملائمة للاستمتاع واكتساب المعلومات حيث أقوم بتصور نفسي باتمان واتخيل مشيي في شوارع مدينة غوثام.

وعند بلوغي عمر الـ15 سنة أتذكر قراءتي لأولى الروايات المصورة باللغة الانكليزية (برسبولس) ونسبة لعدم معرفتي باللغة فكان اعتمادي مقتصر على الصور لعيش هذه القصة ووضع نفسي في مكانها اعتماداً على قدرة الرسام في التعبير عن الفكرة دون استخدام الكلمات، الرواية المصورة الثانية عديمة الكلمات عنوانها (الوصول).

بغض النظر عن الفكرة الأساسية للروايتان فأن كِلا الروايتان يتحدث عن الهجرة وهذه الصور من الكتابان نستطيع تخيل العوالم التي ستدخل اليها الشخصيات ويمكننا احساسها وتحويلها من صور ثنائية الابعاد على ورق الى مخيلة ثلاثية الابعاد في عقولنا يمكننا عيشها.

ان هذه القصص تساعد على تنمية التصور المكاني للشخص لانها تحتاج لمخيلة شاسعة لفك شفرات الصور وتحويلها الى نصوص وأيضا تخيل الأماكن التي تجري فيها هذه القصص، استخدام الكاتب للصور والاشكال للتعبير عن فكرة معينة هو مشابه لاستخدام المعماري الاشكال الهندسية او العضوية للحصول على التكوين، واذا كانت التقارير طريقة للتعبير عن عالمنا الحالي فأن الروايات الخيالية هي طريقه لتَخيُل عن كيف يمكن ان يكون، فيمكننا ان نقول ان العمارة هي مُخيله العالم الواقعي.

(العمارة هي الصفحة الفارغة من الكتاب التي يُرسم عليها مافي مُخيلتنا ويتحول الى واقع)