الخميس، 8 يوليو 2021

إفرد جناحك

 

إفرد جناحك

فوجئت للمرّة الأولى بالمحتوى العربي على شبكة الأنترنت. عند بحثي عن (الإفراد) نصحتني خوارزمية (Google) بـ(الإفراد الهندسي)، وقدّمت لي 5 ملايين نتيجة (وكسر)!

يكتب الجميع عن الماضي وذكرياته، وما يُميّز بين الكُتّاب هو الموقف من ذلك الماضي، الحنين ولعن الحاضر؟ أم التفاؤل بإنقضاء صعوباته والإحتفاء بالحاضر والمستقبل؟ يقول كريم العراقي في (بعد الحُب): "حبيبي سابقاً لا أكثر، أحس كُل شي فينا تغيّر".

للانضمام الى فريق المتفائلين، علينا تجهيز (صورتين شخصية وحبل)، كلّا... هذه نُكتة سَمِجة كان يتندّر بها الاكبر منا سناً عند لعب كرة القدم، كانوا يقولون: (جيب صورتين وحبل حتى نسحبك للمنتخب).

للانضمام الى فريق المتفائلين، علينا الإبتعاد عن التعليم الشفاهي وعن الإعتماد على الأستاذ كمصدر وحيد للمعلومات لبناء رأي الشباب وخبرتهم النظرية والعملية. نقرأ للمعمار معاذ الآلوسي في كتابه (توبوس، حكاية زمان ومكان): "الكثير من خريجي معاهد المنطقة اليوم لم يعد يستعمل القلم، ولسان حاله يقول مالي والقلم بوجود عبدي الخادم المطيع الأثول: الكومبيوتر والآي باد"، ثم يلعن الكاد (CAD) والكومبيوتر (شلع قلع).

تخيلوا لو إعتمدنا هذا الرأي فقط للتعامل مع الكومبيوتر وبرامجه؟ نقول دائماً يجب أن لا ننكر وجود سلبيات عند استخدام الكومبيوتر، لكن التحدي هو تجاوز تلك السلبيات وليس التخلي عن الخادم المطيع الذي يزيدنا ذكاءاً.

كانت بدايتي مع صناعة المجسمات المعمارية (الموديلات) بداية تقليدية. استخدمنا في المرحلة الاولى مادة (Canson Paper) لصناعة مثلّثات وشبكات مُجسمة وغيرها من الاشكال ضمن التكوينات المطلوبة في مادة التصميم المعماري. لم اسمع بمفهوم (الإفراد) أو (إفراد السطوح) إلا بعد معرفتي باساتذتي (سعد محسن وعبد الرزاق زامل) المحترمين، خُبراء صناعة الموديلات. راقبت أعمالهم واكتسبت منهم خبرتي (النظرية على الأقل) في صناعة الموديلات. انضممت بعدها لكادر مادة ورشة الموديلات، التي تم انتزاع وقتها من مادة المعامل والورش، فاصبح كل منهما كورس واحد ضمن السنة الدراسية الاولى لطلبة العمارة.

الآن تم تجميد مادة ورشة الموديلات والعودة الى النظام السابق، وهو قرار سلبي في ظاهرهِ، لكن من زاوية أخرى قد تكون المعامل والورش أكثر أهمية لاكتساب طالب العمارة مُقدّمات في الخبرة العملية للتخصصات الهندسية المرتبطة بالعمارة، وسيكون له القدرة على إكتساب معرفة صناعة الموديلات بمواد أخرى أو بإجتهاده الشخصي.

مادة الهندسة الوصفية هي إحدى المواد المختصة بشرح (إفراد السطوح) من حيث كونه (بسط الأجسام الهندسية المجسمة على مستوي واحد بعد فتح طياته وتمثيله على ورق الرسم لغرض بيان الأشكال الحقيقية لتلك الأجسام). والمفهوم مرتبط بمفهوم التصور المكاني والقدرة على الإنتقال بتخيّل الأجسام بين حالتها ثنائية وثلاثية الأبعاد.

ولنتحرر من التعليم الشفاهي كما نطمح دائماً فاننا نجد بدايات المعرفة بمفهوم الإفراد في كتب مثل (الهندسة الوصفية للمهندس والمعمار لعماد أزهر البكري)، وكتاب (الهندسة الوصفية لمدحت فضيل فتح الله). وقد إنتقلت مبادئ تلك المعرفة لصفحات كثيرة على شبكة الانترنت مع مخططات واضحة مرسومة بالبرامج الحاسوبية.

توفر لنا البرامج الحاسوبية أيضاً أدوات لإفراد الاجسام ثلاثية الأبعاد، (أدوات مطيعة أثاولة – جمع أثول-)، دون الحاجة للقيام بحل المعادلات الرياضية لإستخراج الابعاد الحقيقية لتك الأجسام.

ولأننا "بمبدأ المنفعة صرنا، نقرة طالعنة التعيس" مع فايروس كورونا، فقد حاول طلبة المرحلة الاولى في الجامعة التكنولوجية فهم مبادئ إفراد السطوح وتجريبها لإنتاج مجموعة من المجسمات الأساسية وتصويرها بطريقة فنّية جميلة:        

زيد خالد جاسم

ايلاف واثق جعفر

علي زياد خلف

فاطمة وليد عبد الشهيد

رحمة عبد جهاد

زهراء حيدر خيون

رونق رياض سلمان

ايوب علي عبد الجبار

محمد قاسم حسين











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق