الأربعاء، 26 مارس 2014

يوم المعمارية العراقية 

من الممتع رؤية هذا العدد من الطالبات الجامعيات المهتمات بالرياضة، فالكثير منهن يشجعن فرق كرة القدم الاوربية (ريال مدريد، برشلونة، مانشستر يونايتد، بايرن ميونخ،....)، يشاهدن ويحللن المباريات ويقررن ان هذا اللاعب أحسن من ذاك بكثير !
والسؤال هنا: مع كل هذا الحب، ألم تفكر أي طالبة بلعب كرة القدم؟ قد تكون الإجابة: أين تلعب؟
مَن منا لا يتفق مع إن المجتمع الجامعي هو عيّنة محسنة ونخبوية عن مجتمع الشارع؟ طلبة قادمون من عائلات محترمةعملت جاهدة لتوفير التعليم لأبنائها، أساتذة وموظفون ينظمون البيئة الجامعية وسور مرتفع يفصل تلك البيئة عن المستويات المتدنية في الشارع اليوم.
إذن لما لا تلعب الطالبات كرة القدم في الجامعة؟ وقد تكون الاجابة ايضاً: إن طبيعة مجتمعنا العراقي لا تسمح بذلك فهو مجتمع تقليدي محافظ وذكوري، للرجال فيه الحق بكامل الحرية، ممارسة الرياضة، الذهاب الي أي مكان،  وفوق كل هذا أخطائهم مستورة ومغفورة ! أما المرأة فمكانها المناسب هو المنزل، تهتم بالاعمال المنزلية وتربي الاطفال وحتى لو اكملت دراستها وحصلت على وظيفة فهي المسؤولة الاولى عن منزلها مما يقلل من فرصها وأدائها خارجه!


قد يقول قائل: غريب! ألسنا مسلمون، وجميع ما يتعلق بأفضلية الرجل على المرأة في المجتمع هو من التعاليم الاسلامية! وأجيب بما يقوله الدكتور توفيق السيف:"علينا أن نقبل بحقيقة أن الدين في معناه المجرد غير موجود في واقع الحياة. نحن لا نتحدث في حقيقة الأمر عن الدين كما نزل في الأصل من عند رب السماء، بل نتحدث عنه منسوباً الى أشخاص محددين أو جماعة محددة، أي عن فهم أولئك الاشخاص وهذه الجماعة له وتعاملهم معه وما يتبعونه من أساليب في تطبيقه. الدين الذي تطبقهُ أي جماعة هو دين ملوّن بلونها الثقافي الخاص، أي بنتاج تجربتها التأريخية ونمط حياتها ومصادر عيشها ورؤيتها لذاتها والعالم، قد نسمي هذه الإضافات تقاليد أو اعرافاً وقد نسميها في الإجمال ثقافة" ويضيف أيضاً:" إن ثقافة الجماعة ليست في الغالب منظورات عقلانية يمكن حساب أصلها ووظيفتها وفوائدها، بل إن الكثير منها مجرد توهمات، ولعل بعضها كان أفكاراً أو ردود فعل وجدت في زمن لغرض معين وقد أدت وظيفتها في ذلك الظرف وانتهى دورها، لكنها مع ذلك بقيت حية وفعالة رغم زوال مبرراتها وإنتفاء الحاجة اليها. نحن نتحدث عن أشياء كثيرة ندرجها تحت عناوين منتخبة مثل العادات والاعراف والتقاليد، ويبالغ بعض المتحذلقين أحياناً، فيضيفون أليها جملاً جذابة مثل قولهم: التقاليد الخاصة بالمجتمع المسلم"[1] ( أنتهى الاقتباس).
فالكثير من الظلم الواقع على المرأة اليوم هو نتاج لعادات وتقاليد نشأت في مجتمعات قروية سابقة لا تمت للاسلام ولا للمجتمع المدني المعاصر بأي صلة.
إذن ما الذي تريده النساء اليوم؟ والإجابة: المرأة تطالب بحقوقها كاملة بوصفها كائناً بشرياً، فهي ترفض أن ينظر اليها على إنها كائن من الدرجة الثانية، أو أنها جنس أخر يختلف عن الجنس البشري الذي هو جنس الرجل بالدرجة الاولى.[2]
جيد ... من منا لم يسمع مقولة: (إنّ الحق يؤخذ ولا يعطى)؟ من منا قرأ بأن الحركة النسوية في العصر الفكتوري قامت نسائها بمظاهرات صاخبة، حطمن نوافذ مباني وزارات الداخلية والخارجية والحرب، وتم إعتقال المئات منهن فأضربن عن الطعام ، ودخلت الزعيمة (إيميلين بانكهيرست) السجن اثنتي عشرة مرة، كل هذا من أجل ان تنال المرأة الانكليزية (من هي فوق الثلاثين من العمر) على حق التصويت! [3]
وفي ايطاليا قامت العاملات في المتاجر(بالاضراب عن الابتسام) رافضات أن يتصرفن بطريقة مريحة مع الزبائن الا إذا تحسنت أجورهن وأوضاعهن!    
وما الذي فعلته المرأة العراقية للحصول على حقوقها؟ قد تجيب: إن المجتمع الذكوري قد ضيّق عليها فإستحال عليها تنظيم جهودها الجماعية، وفي هذا السياق نسأل: من الذي يضع اللبنات الاولى في شخصية الافراد في المجتمع؟ من الذي يربي الاطفال ويزرع القيم والافكار؟ الام أم الأب؟ لماذا معظمنا يميل الى الاخوال والخالات أكثر من الاعمام؟  نعم...انها الأم هي التي تزرع الصور الاولى لمكانة المرأة المجتمعية في أذهان اولادها وبناتها فلماذا تلقي اللوم على الرجل؟ 

إيميلين بانكهيرست

وفي الحديث عن العمارة والتصميم هنالك أعداد هائلة من المهندسات المعماريات تخرجن أو يدرسن العمارة في اقسام الهندسة المعمارية في الجامعات كافة، ولكن أين نحن من معرفة الانجازات التي حققوها وما بذلوه من جهود لتحدي المصاعب وتحقيق النجاح؟ طالبات العمارة اليوم بحاجة الى حافز وقدوة لاكمال المسيرة والتفوق.
حتى الخطوة التي تساند قضية المرأة المعمارية جاءت من خارج العراق متمثلة بـ(جائزة تميز للنساء في العمارة والانشاء) والتي فازت بها الأستاذة جالة المخزومي، وأنا متأكد إن جميع طالبات المراحل الخمسة في هندسة العمارة اليوم لم يسمعن بإسمها قبل إعلان نتائج المسابقة وهي التي حاضرت في نفس القسم لمدة 15 عاماً !

الدكتورة جالة المخزومي
وكما نسمع دائماً: بدل أن تلعن الظلام أوقد شمعة، على النساء أن يقُدن حركة التحرير وإعلاء الشأن والتقدير فلا احد غيرهن سيفعل ذلك، أما في العمارة فهل من الصعوبة أن تقوم حركة نسوية بتأسيس مدونة، صفحة أو حساب على مواقع التواصل الاجتماعي للتعريف بالشخصيات النسائية المعمارية؟ صفاتهن الشخصية، اعمالهن، قصصهن .
هل من الصعوبة تأسيس يوم للمهندسة المعمارية العراقية بعد يوم المرأة وعيد الأم؟ أما عن تأريخهُ فقد يكون ذكرى ميلاد زهاء حديد! أو اعلان فوز جالة المخزومي بالجائزة أو أي موعد أخر، المهم في القضية هو إيقاد الشمعة بدلاً عن الشكوى والتذمر من الظلم والحيف.



      
  





[1] الحداثة كحاجة دينية، الدكتور توفيق السيف،الدار العربية للعلوم- ناشرون.
[2] أقدم لك ... الحركة النسوية، سوزان ألس واتكنز وأخريات، ترجمة: جمال الجزيري.
[3] المصدر السابق.

الاثنين، 24 مارس 2014

مشاريع تجارية برؤية معمارية تنشد الابتكار

بعد مناقشة الإفكار الواردة في مقالة (رحلة داخل عقل ستيف جوبز) لإبراهيم فرغلي( الموضوع السابق) مع طلبة المرحلة الاولى لهندسة العمارة في الجامعة التكنولوجية - بغداد، جاءت محاولة تطبيق تلك الافكار من قبل الطلبة في جلسة عصف ذهني مبسطة، وكان السؤال: (إعتماداً على قراءتك عن قرارات ستيف جوبز في تأسيس وإدارة شركة (Apple). إذا قررت القيام بمشروع تجاري وإستأجرت مساحة في مول المنصور، من خلال خصائصك الشخصية ومعرفتك بحاجات المجتمع العراقي ماهي السلعة أو الخدمة التي ستقوم بتقديمها؟ وماهي الطريقة الابتكارية التي تعتمدها لجذب الزبائن وإنجاح المشروع؟)
ومن بين 36 إجابة تم انتخاب 7 إجابات إعتماداً على مدى إقترابها من تحقيق الابتكار ولو بتفصيل معين من الفكرة الكلية، ضمن الظروف المفترضة في السؤال المطروح. وفيما يلي تلك الافكار بأقلام الطلبة المشاركين:


مول المنصور
سرى سعد: يمكن إفتتاح عالم افتراضي شبيه بالسينما وعندما يدخل اليه الشخص يعيش في عالم ثلاثي الابعاد يعتمد نوع هذا العالم على مزاج الشخص فمثلاً من يشعر بالحزن ويشعر برغبة في تغيير مزاجهه يتم تشغيل فيلم خاص له يكون من النوع المبهج والمفرح فيعيش في عالم سعيد مليئ بالحركة وهنا هو لا يماثل صالة السينما تماماً اي ان الشخص يجلس على كراسي الصاله في دور العرض ويتفرج على فلم يعرض امامه فهذه هي الطريقة المعتادة والنمطية فما اقصده ان يكون الشخص في هذا العالم حر الحركة يتجول مع شخوص واجواء ويتم إضفاء تأثيرات خاصة متعلقة بما يشاهدهه وتتم إضافة أجواء وأشياء جديدة حسب رغبة الشخص ويمكن تتطوير هذه الفكرة كأن يكون هذا العالم الافتراضي عبارة عن زيارة لمدينة عالمية مشهورة  يتجول فيها الزبون افتراضياً.

زهراء محمد فوزي: من وجهة نظري الشخصية تقديم خدمة الغناء بالالات الموسيقية من خلال مشاركة اي زبون يمتلك موهبة معينة خاصة بالغناء او العزف على آلة موسيقية وتوفير قاعة للمشاهدين وبهذا سأسمح للشخص بالتعبير عن موهبته الغنائية او اي موهبة اخرى لا يستطيع ان يوظفها في حياته نتيجة المجتمع الشرقي وسأوفر هدية مجانية للشخص صاحب الموهبة للتشجيع على المجيء حتى وان كانت بسيطة فالهدف هو انني سمحت لأولئك الناس بتفجير مواهبهم مقابل أجر بسيط جدا لدخولهم القاعة فالهدف اني كسبت عدد هائل من الناس (والمال الذي سأحصل عليه في اليوم سيكون سيكون أكثر من المال الذي سأحصل عليه مرة واحدة في الشهر نتيجة عدم أقبال الناس لغلاء السعر) وبذلك قمت بأضافة شيء جديد للمول غير موجود يجذب الناس ويعطي الحيوية له وكسرت حاجزا موجودا في مجتمعي الا وهو السماح للشخص بالتعبير عن موهبته ايا كانت مع الحفاظ على نوع الغناء وعدم الخروج عن المألوف.

دينا محمد عبد الرزاق: الفكرة هي إنشاء مطعم يتكون من ثلاث صالات معزولة يكون نظام كل صالة يختلف عن الأخرى وذلك بما يناسب ذوق او رغبة الزبون:
في القسم الأول: يعم على أجواء الصالة الهدوء والموسيقى الكلاسيكية حيث يناسب هذا القسم الأشخاص الذي يتمتعون بذوق فني ويجذبهم الأشياء الجميلة يبرز فيها الإبداع إما قائمة الطعام تحتوي على الوجبات التي يقدمها المطعم وفيها لائحة بأسماء شخصيات عالمية حيث يقوم الزبون باختيار الطبق الذي يناسبه أضافه إلى الشخصية التي يحبها فيقدم الطبق له وهو مصمم بطريقة تعبر عن الشخصية المطلوبة بصفاتها، إضافة إلى طبع صورة الشخصية على وعاء المشروب المقدم وهذه الإطباق تمتاز بالتصميم والخبرة الفنية العالية للطباخ كونه يقوم  بالدمج بين الطبخ والرسم .
والقسم الثاني: تكون أضاءه آصاله خافته جدا يقدم الطبق للشخص وهو معصب العينين حيث يعتمد فقط على النكهة والإحساس بالمذاق كون حاسة البصر غير موجودة وليس لشكل الطبق دخل في تقييم الوجبة وقد تكون الفكرة غير مريحة للبعض ولكنها مناسبة للأشخاص الذي يبحثون عن كل ما هو غريب وممتع .
إما القسم الأخير فهو عبارة عن صالة خاصة بالأطفال من مقاعد إلى طاوله إلى ألوان الصالة وتقدم لهم لعبة مع الطبق تناسب عمر الطفل وخدمه خاصة بالأطفال أضافه إلى اهتمام خاص بهم وتكون القاعة مصوره ومع وجود شاشه في القسمين السابقين تعرض إحداث هذا القسم بصوره من غير صوت  لكي يكون الوالدين مطمأنين على طفلهم من خلال مشاهدته ماذا يفعل وكيف يهتمون بصغيرهم.

حوراء رحيم: اذا استاجرت مساحة في مول المنصور ومن خلال معرفتي بحاجات المجتمع فساختار محل لبيع الملابس اي هي السلعة التي يحتاجها المجتمع بشكل كبير ومن اجل النجاح في هذا المشروع ساحاول اضافة افكار جديدة غير مطروحة سابقا كاضافة شاشة بلازما كبيرة تضهر فيها عارضات ازياء يرتدين قطعة الملابس التي يختارها الزبون وبذلك يستطيع الزبون ان يعرف كيف يكول شكلها عند اللبس ومن دون الحاجة الى تجربتها وارتداء قطعة القماش هذه وايضا احاول ان اوضف مصممين خاصين بالمحل خاصتي لكي يلبون الطلبات الخاصة بالزبائن في تغيير تصميم قطعة قماش معينة الى الشكل الذي يرغبون به وكذلك تخفيض الاسعار عندما يصبح الزبون عميلا خاصا بالمحل واعطائه تذكرة او بطاقة لارتياده المحل دائماً ومن خلال هذه التذكرة او البطاقة يحصل على خصومات عند الشراء.

رفل حلمي: المشروع الذي يمكن ان اقوم بافتتاحه هو متجر لبيع البضائع التي تخص ماركه معينه فمن الامور الممتعه هو الدخول الى  متجر يحتوي على بضائع تحمل ماركه معينه وهي الماركات العالميه المعروفه كماركة شانيل وكوجي وكارولينا هرير وديور وماركه لويس فاتون  . وان يكون تصميم المتجر بطريقه مبتكره كان يكون بالالوان الداكنه كالاسود والرصاصي ويحتوي على لوحات عديدة لممثلين معروفين الذين يقدمون الاعلانات للماركات المختلفه كـ(جارلس ثيرون, سكارلت جوهانسون, كيرا,نتالي, مارلين مونروا, وغيرهم) ويكون تقسيم المتجر بطريقه بحيث كل جزء يخص سلعه معينه كالعطور والحقائب والاكسسريز والمكياج, بالرغم من ان هذا المشروع قد يكون مكلف وان كانت البضائع غير اصليه ماعدا العطور التي يجب ان تكون اصليه ولكن يمكن جذب الناس بتقديم عروض معينه كتقديم عينات من العطور وغيرها, ويجب ان يكون الاشخاص العاملين ذو خبرة في كافه الماركات الموجودة في المتجر لكي يكونوا مستعدين لكافه الاسئله التي يمكن ان تطرح عليهم من قبل الزبائن.

مصطفى فؤاد : سيكون المشروع عبارة عن مقهى شعبي لكنه ليس مثل المقاهي الموجودة والمنتشرة في كل مكان الذي يشغله اشخاص من الطبقات غير المثقفة او طبقات غير المتعلمة انه من النوع الذي تنطبق عليه مقولة (المجالس مدارس)......انه مقهى يختلف عن باقي المقاهي بان الاجواء فيه فنية وثقافية, حيث هناك (الة عود) وعازف للعود قد اكون انا, وهناك ايضاً طيور الكناري المشهورة بجمال صوتها ونغومة تغريدها, تكون متدربة على التغريد بتزامن مع عزف العود فيحدث وكأنه عازف ومغني لكن المغني (طائر وليس انسان)...ارفقت هذه العناصر مع فكره المقهى لأنني ببساطة احبها...احب الجلوس في مقهى شعبي يرتاده المثقفون الكبار في السن التي تكون محاورتهم متعه وتعلم وتبادل افكار بين (الحداثة والعراقة). احب طائر الكناري واقوم بتربيته وتعليمه الغناء.. ومن هواياتي هي العزف على العود... وايضا مع تهيئة البيئة المحيطة من ديكور ومؤثرات. ليكون مشروعاَ متناغماً متجانساً من كل النواحي....
وليكون هذا المشروع ناجح مادياً سنقدم هذه الخدمات في يوم من الايام مجاناً (يوما الخميس والجمعة مثلا) هذا سيزيد من معدل الناس الذين يرتادونه وهذا سوف يكون له مورد مادي مضاعف على المدى البعيد هذا بغض النظر عن الوارد من تقديم المشروبات او ما شابه... وبغض النظر عن الجانب المادي فان هذا العمل هو متعه بحد ذاتها فلا شيء يضاهي مزاوله الانسان لهواياته حيث سوف يكون مندفعا ومتحفزاً على الدوام ليبدع في عمله....

ماريا حسين أحمد: تكمن الفكرة بان تكون هناك مساحة اشبه بورشة فنية لصنع الاواني والاكواب الفخار المصنوعة من الطين ولكن هذه الورشة للناس عامة حيث ممكن للشخص ان يصطحب شخص عزيز عليه ويصنع له كوب او صحن كهدية ويجب ان يكون هناك مشرف عليهم وان يكون هذا المشرف له خبرة في فن النحت والفخار او ممكن الشخص نفسه يذهب ليصنع شيء مميز لشخص عزيز عليه ومن الممكن ان يكون مكان لاسترخاء الناس حيث ان صنع الاواني الفخارية واللعب بالطين يزيل التوتر، ويجب ان تكون الاسعار مناسبة وذلك لان هناك الكثير من الشباب ذوي شهادة الفنون جميلة العاطلين عن العمل وبذالك فهذا المشروع سوف يوفر فرصة عمل لذوي شهادات الفنون الجميلة ووسيلة للربح والترفيه.




السبت، 15 مارس 2014

رحلة داخل عقل ستيف جوبز (دروس في العمارة)

عندما ينال إنسان شهرة عالمية بسبب إنجازاته ولا يستطيع أي فرد في العالم ذكره بسوء فنحن بالتأكيد بحاجة الى التفكّر في سيرته لأخذ الدروس المجانية منها.

عند قراءة مقالة (رحلة داخل عقل ستيف جوبز) في العدد 638 لمجلة العربي لإبراهيم فرغلي (والذي يقدم بدوره كتاب (رحلة داخل عقل ستيف جوبز) من تأليف ليندر كاهني وترجمة حسان البستاني)، من الممكن الخروج ببعض أفكار النجاح والتي ترتبط من قريب أو بعيد بالهندسة المعمارية:



أولاً: ليس كسب المال هو الهدف الرئيسي في الحياة الشخصية والمهنية للإنسان بسبب إحتمالية زواله السريع والمفاجئ على خلاف الكثير من الاهداف الاخرى في الحياة وفي ذلك يقول جوبز: " كنت أملك أكثر من مليون دولار في الثالثة والعشرين من عمري، وأكثر من عشرة ملايين في الرابعة والعشرين، وأكثر من مائة مليون دولار في الخامسة والعشرين، ولم يكن الامر ذا أهمية بالنسبة لي لأنني لم أقم بهذا العمل لأجل المال".



ثانياً: يمكن الخروج بمعادلة تمثل نتيجتها نجاح ستيف جوبز في إدارة الأعمال وهي:
الإعتماد على الخصال النفسية والشخصية + محاولة البحث عن حلول للأزمات + اليقين الكامل بأهمية تقديم حلول مبتكرة .
والإبتكار: هو المبادأة التي يبديها الفرد في قدرته على التخلص من السياق العادي للتفكير وإتباع نمط جديد من التفكير، كذلك قدرة الفرد على تجنب الروتين العادي والطرق التقليدية في التفكير مع إنتاج أصيل وجديد أو غير شائع يمكن تنفيذه أو تحقيقه. [i]
ولكن جوبز يعبر عن  ضرورة الابتكار بطريقته الخاصه فيقول: "نحن نتعمد التفكير فقط بصنع منتجات رائعة".
إذن هل يمكن تطبيق هذه المعادلة في العمارة ؟ بالتأكيد، فلكل معمار صفات فردية خاصة يختلف بها عن غيره ، يجب إستغلالها في التعرف على المشاكل التي يقدّم التصميم المعماري حلولاً لها شرط أن يكون ذلك الحل او التصميم مبتكراً وغير شائع.   



ثالثاً: التركيز على أفضل ما تقوم به وترك وإيقاف الكثير من المشروعات الأخرى غير الناجحة، حيث قام جوبز بخطوة جبارة في سبيل إنقاذ شركة (apple) والتي قرر خلالها إيقاف عدد كبير من المشروعات التي تقوم بها الشركة والإبقاء على أربعة منتجات فقط.
في العمارة وبسبب تعدد مهام المهندس المعماري يفضل تركيزه على المهام التي يجد فيها نفسه ويتميز بإنجازها أكثر من غيره، فمن غير الممكن ان يكون هو المصمم وهو رسام المخططات وهو صانع المجسم الخاص بالمشروع وهو المسؤول عن زيارة موقع البناء للتأكد من التنفيذ الصحيح للمخططات، وهنا يأتي دور العمل الجماعي لعدد من المعماريين في سبيل اظهار المشروع المعماري بطريقة خالية أو قليلة الأخطاء، ذلك بالنسبة للعمل المعماري المهني أما ما يخص طلبة العمارة فمن الضروري تعلم وممارسة جميع تلك المهام خلال سنوات الدراسة من أجل التعرف عليها وإستكشاف المهمة التي يبدعون فيها مما يسهل عليهم الاختيار المستقبلي.

رابعاً: لستيف جوبز مفهوم خاص عن التصميم حيث يقول:"التصميم كلمة محيرة، فبعض الاشخاص يظنون إن التصميم يعني الشكل الخارجي، ولكن إذا بحثت في العمق فستجد أنه طريقة عمل المنتج في الواقع، فلم يكن تصميم (ماك) مقتصراً على مظهره الخارجي فقط بالرغم من كونه جزءاً من التصميم ككل. ولتصميم شئ ما بشكل جيد حقاً عليك أن تقف على كل ما يتعلق به. ويتطلب الامر إلتزاماً كبيراً لفهم أمر ما بدقة والتفكير فيه ملياً وعدم إتخاذ قرار سريع في شأنه" .
هل ينطبق مفهومه على التصميم المعماري؟ هل يمكن أن يكون المبنى جميل جداً من الخارج وغير مريح عند استخدامه والعيش فيه؟ هل يمكن للمعمار ان يصمم كامل المبنى ويترك أمر إختيار الأبواب للمقاول؟ يجب عليه التركيز والاهتمام بكافة الاجزاء والتفاصيل المعمارية وعدم اتخاذ قرارات تصميمية غير مدروسة.

خامساً: كان جوبز يولي لوناً من الاحترام للمواد، فقد كان (الآي ماك) بلاستيكياً و(الآيفون) زجاجياً فشكل الأجهزة هو الذي يملي نوعيه المواد التي يتعين استخدامها في عملية التصنيع.


i mac


i phone
 والسؤال الاخير هنا، هل كان من الممكن بناء الاهرامات بمادة غير الحجارة تستطيع البقاء كل هذه الفترة الزمنية؟ وفي الوقت الحالي قد تسأل سمسار العقارات عن سبب ارتفاع ثمن مسكن معين فيقول لك: ( إن واجهته من الحجر)!  فللمواد دور رئيسي في العمارة، سواء المواد المستخدمة في الهيكل الانشائي للمبنى أم المواد المستخدمة في الانهاء الداخلي والخارجي.

وأخيراً نرجوا أن يرقد ستيف جوبز بسلام لما قدمه للانسانية من افكار عظيمة.



بلال سمير

الجمعة، 7 مارس 2014

العمارة في الامثال البغدادية
في نقاش شيّق حول التناقض في الأفكار التي تقدمها لنا الامثال الشعبية التي نستخدمها في حواراتنا وصلاحية الاعتماد على تلك الامثال بمرور الزمن (ولكوني نشأت في بيت يضم الجد والجدة) كنت أقف بجانب وجود سياق لكل مثل من الامثال علاوة على وجود نسبة من الثبات في تلك الافكار، ولأنني أتحدث دائماً عن العمارة رجعت الى منظري المفضل المعمار العراقي "رفعت الجادرجي" (مع عدم قبولي لأراءه الخاصة بالدين كونه يمزج بين الدين الصحيح والتطبيق الخاطئ للافراد).
ففي كتابه (في سببية وجدلية العمارة) وفي الفصل الحادي عشر المعنون: (مقارنة بين ثلاثة انماط فكرية: الأمثال واللاهوت والفلسفة) يقول: " ظهرت مع عقل الانسان العاقل-مع تطور دماغ الانسان- أنماط متعددة من المواقف الفكرية يوظفها هذا الانسان في تنظيم سلوكيات تعامله مع البيئة الاجتماعية والطبيعية. وإن الهم الأساس للتعامل هو تأمين البقاء الآمن والمريح والممتع.




ويضيف أيضاً: ومن الانماط الفكرية المتعددة التي ابتكرها الانسان العاقل : نمط الامثال , كانت المجتمعات البدائية والقبلية ما قبل الزراعة أي ما قبل أستحداث الشرائع والقوانين تنظم سلوكيات تعاملها مع المعيش عن طريق العرف والمفاهيم الجماعية العفوية المتمثلة في الامثال والسحر والاديان وهو أمر عام في مختلف المجتمعات التقليدية. وعلى المستوى الشعبي ظهرت الامثال في المجتمع البدائي، مجتمع الصيد، كنمط فكري في تنظيم سلوكيات تعامل الافراد وأنتقلت من ثم الى المجتمعات اللاحقة.
فهي تجربة الفرد الانسان مع بيئته وارضه ومناخه ومع الفرد الاخر، لذا فهي تعبر عن مشاعر وأخلاق وأمانٍ وضروب تفكير تلك الجماعة التي ابتكرتها وسخرتها في تنظيم سلوكيات معيشها . والأمثال هي عبارات موجزة بدلالات واضحة ومبسطة لسلوكيات معينة وبسبب وضوحها وجدوى دلالاتها في تنظيم سلوكيات التعامل يستحسنها الناس شكلاً ومضموناً.
وفيما يخص التناقض يقول : إن التعامل الانتقائي للأمثال يمثل صفة أساسية في تكوينه كأداة حوارية، لأن التعامل الحواري عن طريق الأمثال كمفاهيم لتنظيم متطلبات المعيش اليومي والاستدلال بها كحجج في الحوار وتنظيم سلوكيات التعامل إنما يهمل تلك الامثال التي لا تتوافق مع الحالة الخاصة ، أو قد تستخدم هي ذاتها في حالات أخرى متناقضة ، إذ يكون التعامل معها وبموجبها تعاملاً أنتقائياً لأنه موقف فكري لا يسعى الى تحقيق مسألة عقلانية كونه يرجع الى نمط فكري بدائي بسيط وعفوي ولذا لا تُقلق الافراد المتحاورين هذه الصفة المزدوجة المتناقضة أو الملتبسة عند تسخيرهم أمثالاً متناقضة في دلالاتها في الحوار أو في تنظيم سلوكيات التعامل. وما يبرر هذه اللاعقلانية  ويطمسها قبل أن تشكل مأزقاً فكرياً هو مكنة أنتقاء ماهو مناسب للحالة الخاصة وإهمال ماهو متناقض معها.    
أما عن صلاحية الامثال لكل الازمان فيقول: عند تسخير مرجعية الامثال في حوار المجتمع وتنظيم علاقاته المتنوعة يجد الفرد ثمة حلولاً فكرية متيسرة، سهلة الفهم، لمختلف الاحداث والعلاقات الاجتماعية بمعنى إن هنالك مثلا جاهزاً إن لم يكن لكل حالة من حالات التعامل الاجتماعي فلأغلبها وخلاف هذا يتم إجراء شئ من التعديل والتكييف على بعضها ليتوافق مع متطلبات التطور والحالات المتنوعة أو المستحدثة.(إنتهى الاقتباس) 
وخلاصة الحديث ان التناقض لا يفسد لود الامثال قضية والتطور والتحديث والتعديل ضروري لأستمرارها وبقاءها.
أما عن الصور المادية للعمارة (عناصر المدينة وعناصر المساكن والمباني العامة) والتي تظهر في الامثال الشعبية والبغدادية خاصة فقد حاولت ان اجد بعضاً منها في كتاب (الامثال البغدادية للشيخ جلال الحنفي البغدادي ج1 و ج2) وهي:

بيت العتيك مبارك: يضرب في تقديس ماهو قديم من الاماكن والمنازل، لما يظّنون من توقع الخير فيها والاصل فيه تصبير النفوس وصرفها عن الجزع في سكنى المساكن القديمة الموحشة التي لا مندوحة عن السكنى فيها.
الحايط إله ايذان: يضرب في وجوب الحذر الشديد عند التحدث بما يُعتبر إفشاؤه مجلبة للأذى.
الخراب يوم والعمارة دوم: يضرب فيما للتدمير والهمجية من أثر سئ في الحياة بحيث ان الخراب إذا استمر يوما واحدا اقتضى تدارك أثاره السيئة استمرار التعمير والإصلاح عهدا طويلاً .
خشش ببيتك حرامي ولتخشش بنّا: يضرب لشدة الجزع والتبرم من متعاطي أعمال البناء الذين تصورهم الامثال البغدادية بما يدل على انهم كانوا يسيئون استغلال صناعتهم فلا يتّقنون ما يعهد اليهم من عمل كما انهم كانوا يتعسفون في معاملتهم .
الدربونة الكَشرة طويلة: يضرب في إن الشئ المزعج يستطال الصبر علي احتماله .
لو خرب الجامع ، مكان المحراب بلّي: ( بلّي) أي ظاهر وهي كلمة تركية ، يضرب في إن الخير لا يمكن أن تمحى معالمه بالمرة .
ليبوك المنارة يسوي لها مكان: يضرب في التحذير من أقتراف جريمة لا يمكن التستر عليها فان سارق المنارة وهي المأذنة ليس بإمكانه اخفاءها في مكان ما عن اعين الناس .
يبني قصر ويهدم مصر: يضرب للحماقة والرعونة وسوء التدبير ، ويضرب لمن شره أكثر من خيره .
بلال سمير