غرفتي المستقبلية
كان جدار غرفة طفولتي يحمل ثلاثة بوسترات ثمينة. الأول لآرنولد من فلم (Terminator). والثاني
لـسلفستر ستالون من فلم (Rambo). والثالث
لـفاندام الذي دفعني الإعجاب به للتسجيل في كورس صيفي لممارسة رياضة التايكواندو
في نادي الكرخ الرياضي. الكورس الذي تركته بعد يوم واحد فقط بسبب المدرب. كان يحمل عصا خيزرانية
طويلة ليَضرِب من يُخطئ بأداء الحركات!
بعد السادة أصحاب العضلات تعرّفت بعمر أكبر على بروس ويليس وجون ترافولتا
ونيكولاس كيج. لكنني تجاوزت معهم مرحلة البوسترات وملصقات العلكة وإقتصرت على
متابعة آخر الأفلام وقصّات الشعر.
في المشهد الافتتاحي لفلم (Knowing) لنيكولاس
كيج تفوز الطفلة لوسيندا أمبريه في مسابقة أفضل فكرة لكيفية الإحتفال بيوم
الافتتاح الرسمي لمدرسة ويليام دوس الابتدائية. كان ذلك في العام 1959.
تقترح لوسيندا دفن كبسولة زمنية (Time capsule) في باحة
المدرسة الأمامية. فتطلب المعلّمة من كل
طفل أن يرسم (كيف سيكون المستقبل؟). توضع الصور داخل الكبسولة، وبعد 50 سنة
سيفتحها أطفال من المدرسة ذاتها ليروا ماذا رسم أجدادهم.
ألا يبدو ذلك محمّساً؟ تسأل السيدة تايلور (المعلمة).
لقد أعجبتني الفكرة !
الكبسولة الزمنية |
كنت قد كتبت على جدار إحدى غرفي اللاحقة اقتباساً لألبرت أنشتاين يقول فيه:
“Imagination is more important than
knowledge”
يعرّف الدكتور شاكر عبد الحميد الخيال بـ(عمليّة يقوم بها الإنسان بإرادته
وبكل مرونة، يستطيع من خلالها أن يتجول في عالمه الخاص بواسطة عقله، وتكوين الصور
وتحريكها حتى يصل إلى ما يريده).
تَخيّلَ طلبة السيدة تايلور سفينة فضائية وإنسان آلي وكوارث قاتلة!
عندما تسأل أي شخص عن دراسة العمارة سيقول لك: إنها بحاجة للخيال. فكيف إذن
كمعماريين أو طلبة نتخيّل العمارة بعد 50 سنة؟
بدأت بتوجيه هذا السؤال على طلبة المرحلة الأولى في قسم هندسة العمارة كل عام
تقريباً. ولتحديد أفق الخيال الواسع أصبح السؤال: كيف تتخيل غرفتك الشخصية بعد 50
عام؟ والمطلوب من الطلبة التعبير عن خيالهم بالرسم كما فعل الأطفال في فلم (knowing).
فكرت في أحد الأعوام أن أشتري (جدر ضغط) لحفظ الرسوم بدلاً عن الكبسولة
الزمنية، لكن أين سأدفنه؟ سيتخيّل الناس أنه عبوة متفجرة بلا أدنى شك. وبدلاً عن
الاحتفاظ بالرسوم لدّي فكّرت أن أعرض أفضل الأعمال هنا (وهنالك أعمال أخرى ممتعة)،
فقد تستمر هذه المدونة لخمسين سنة قادمة.
إنقسمت أعمال الطلبة الى قسمين. الأول بالتعبير عن الخيال بالتخطيط اليدوي والقسم
الثاني بمعونة قوّة الذكاء الاصطناعي.
قد تبدو خيالات الطلبة واقعية، فالأجهزة الذكية موجودة في الحاضر لكنها
بعيدة عن الاستخدام في بيئتنا العراقية وأغلب البيئات العالمية. لكن هل سنعيش مستقبلاً
في غرف خيال علمي بغدادية؟
لننتظر 50 سنة أخرى ونعرف. يقول المثّل المصري "يخبر بفلوس بُكرة يبقة
ببلاش".
أساور أحمد |
فاطمة عبد الرزاق |
صفا نبيل |
فرقان محمد |
فرح رعد |
فرح رعد |
زينب أحمد |
نرجس قيس |
أمير محمد |