الجمعة، 8 ديسمبر 2017

ورق

ورق

في الحوار الاخير لبرنامج عصير الكتب، سأل مقدمه بلال فضل ضيفه الروائي هشام مطر:
-         لمن تكتب؟
وهو سؤال وجّه الى كتّاب من قبله، فأجاب عنه خورخي لويس بورخيس بقوله:
-         اكتب لنفسي ولاصدقائي ولتسهيل مرور الوقت ...
وأجاب أرسنت همنكَواي بقوله:
-         أكتب لنفسي وللمرأة التي أحبها حتى لو لم يكن لها القدرة على قراءة كتاباتي.
وأجاب غابريل غارسيا ماركيز بقوله:
-         أكتب لكي يحبني اصدقائي أكثر.

أما أنا فأكتب أولاً لسلامة نفسي وليس لنفسي، واكتب رداً لدَين الآخرين عليَ بتشكيل شخصيتي بما كتبوه قديماً وحديثاً، فتكتمل مسيرة المجتمع والكتب.

ولكن يجب أن اعترف هنا أن الدافع لأول كتابة كان الشعور بالغيرة ...
في فترة دراستي للبكالوريوس نشر أحد زملائي نصاً لا أتذكر موضوعه في مجلة الجامعة الشهرية، ولان لي تجارب سابقة بكتابة نصوص اولية في مواضيع مختلفة ونشرها على الشبكة في زمن شيوع المنتديات، كان السؤال لماذا لا احاول ان أنشر أنا ايضاً  في مجلة الجامعة؟
انشغلت بعدها بدراسة الماجستير لعدة سنوات ولم اتخلى عن تلك الفكرة (النشر في مجلة الجامعة) حتى وجدت الوقت للسعي بتحقيقها، سألت عن القسم المختص بإصدار المجلة، ذهبت اليهم ليبلغوني بمحددات الكتابة، الموضوع، عدد الكلمات، الصور المرفقة ...
خرجت من ذلك القسم غير متفائل، سيكون نصّي تحت رحمة الآخرين.
لا اتذكر الآن كيف ظهرت أمامي أول مدونة ولمن كانت، ولكن كان احدهم مصدراً لفكرة انشاء مدونة والنشر بحرية دون محددات وضوابط مفروضة عليّ.
فكان النص الاول بعنوان (الراحة الحرارية، الجانب الاهم في تصميم منزل المستقبل) وهو نفس النص الذي كنت انوي نشره في المجلة.
مع كل قراءة لكتاب يختص بالعمارة او غيرها من التخصصات المرتبطة بها، مع كل تصفح لمواقع شبكة الانترنت، ومع كل حدث او موقف واقعي، أخذت رغبتي تزداد بالكتابة وقول ما لا يهتم بسماعه الناس في ايامنا العراقية.
وبعد اربعة أعوام من التدوين على الشبكة وإكمال مرحلة دراسية آخرى جاءت فكرة توثيق نتاج تلك السنوات بكتب مسجلة لدى دار الكتب والوثائق في وزارة الثقافة العراقية لتبدأ سلسلة من الخطوات التي سأشاركها مع من ينوي الكتابة والنشر في المستقبل:

تبدأ الخطوات مع العمل على مادة الكتابة: منهج الكتاب، الموضوعات، اللغة، التنظيم وغيرها من التفصيلات ومن ثم خطوة الاظهار الفني للكتاب وغلافه، وهنا يبدأ الجدل بين المهندس المعماري وغيره من التخصصات الفنية، يعتقد المهندس المعماري بدراسته للتصميم إنه قادر على انجاز اي عمل مُصمم خارج العمارة، تصميم اغلفة كتب ومجلات، بوسترات، قطع أثاث، قطع ملابس وغيرها، بينما يرى مختصو تلك الاعمال كمصمم الكرافيك مثلاً أن المعماري غير مؤهل لانجاز تلك الاعمال.
وهنا يلعب الجانب المادي دوراً كبيراً فكما يرغب المعماري بالحصول على اتعاب مناسبة لطبيعة العمل الذي يقوم به فمن الضروري ان يدفع المعماري اجور مناسبة للتخصصات الاخرى التي يعمل معها، وفيما يخص الكتاب فأن تكلف مصمم مختص باخراجه فنياً يتوجب عليك دفع اتعاب مناسبة لذلك وفي حال قلة التخصيص لمشروع الكتاب يلجأ المعمار الى العمل بنفسه وهو ما لجأت اليه في أخراج الكتابين.
بعدها تظهر ضرورة الزيارة الاولى لدار الكتب والوثائق والكائن في منطقة باب المعظم مقابلاً لبناية وزارة الدفاع السابقة، لكي تستلم استمارة لتسجيل الكتاب الذي تنوي ايداعه، تلك الاستمارة تتضمن المعلومات الخاصة بالكتاب والمؤلف زيادة على الجهة التي ستنشر الكتاب والتي يجب ان يتعهد صاحبها بعد تثبيت بياناته بتزويد الدار بخمسة نسخ من الكتاب بعد الطبع وتثبيت رقم الايداع وتاريخه عليه.
تعود بتلك الاستمارة الى الدار من اجل البدأ بمعاملة الايداع والتي تتضمن استلام الاستمارة ودفع رسوم الايداع البالغة خمسة آلاف دينار عن كل كتاب وأخيراً استلام رقم الايداع الخاص بالكتاب. يثبت الرقم على الكتاب وتذهب النسخة النهائية الى المطبعة، ليتم الاتفاق على عدد النسخة واجورها. وبعد استلام الكتاب المطبوع تعود بخمس نسخة الى دار الكتب والوثائق لتسلم وصلاً بالتسليم ويصبح الايداع مكتمل المتطلبات.

أما الكتب فترتب في صناديق تستطيع أن تضعها بجوار سريرك لتتأملها يومياً، وتستمع كثيراً لاشخاص يتحدثون عن الفترة التي تلي تحقيق مشروع معين:

حالة غريبة يعيشها الانسان، تيه، ضبابية، خواء ...
وكأن العقل يعطي لنفسه اجازة جبرية، مع تفكير خفي بطبيعة المشروع القادم.


الخلاصة: زادت كتب العالم كتابين اتمنى ان تكون مفيدة للجميع.










هناك تعليق واحد:

  1. مبروك دكتور ولو متأخر -
    دورت هواية عليها ومعرفت مكانهم -وحاولت اتصل بحضرتك- ياريت تكتبلي منو الناشر أو منين اشتريهم

    ردحذف