السبت، 13 سبتمبر 2014

بكدادو ... ستوديو للعمارة



بعد تجربة في الكتابة عن هموم العمارة والتصميم في واقعنا الحالي، وما تضمنته من إنتقادات لأشخاص وممارسات معمارية، ومحاولة وضع حلول إفتراضية للمشاكل التي تواجه المصمم أثناء عمله مع الزبون كفرد أو مع المجتمع ككل، قد يقول قائل:إن تلك التجربة (مجرد كلام حجيتة ومشيت....)، هل تستطيع أنت تطبيق تلك الافكار في المشاريع التي عملت عليها ؟

الإجابة: (أكيد لا).

أغلب المشاريع التي صممتها (بمفردي) تبدأ بداية مقنعة (بالنسبة لي على الأقل) ثم أفشل في إقناع الزبون بعدم التحوير والتغيير خصوصاً إذا كان جهة رسمية، بالإضافة الى بضع مساكن تسلم مخططاتها الى المقاول ونتيجة لعدم الاتفاق على الإشراف، يتعلق التصميم (بشارب) المقاول وإجتهاداته.

قد أبرر لنفسي الفشل بأمرين:

الأول: المعمار رفعة الجادرجي بجلالة قدره، يذكر إن هنالك عدد من المشاريع التي صممها لم يكن مقتنعاً بنتيجتها النهائية أبداً، فلم تظهر كما أراد لأسباب متعددة، حتى أنه كان يتحاشى المرور بالشارع الذي يقع فيه ذلك المبنى لكي لايراه امامه، فكيف الحال بي!

والثاني وهو الأهم: يقول البروفيسور الامريكي  douglas crimp يخوض المعماريون في جداليات جمالية أكاديمية مجردة، بينما هم في حقيقة الأمر رقيق في مملكة كبار المستثمرين العقاريين!

إذن ماهي (الجارة)، (مع نقطتين إضافية تحت الجيم)؟

أعتقد وبسبب إمتلاكي لمورد رزق ثابت (الراتب الوظيفي)، الحل هو بفصل العمارة عن المال (مؤقتاً).

والفكرة تتمثل بتأسيس ستوديو يعنى بالعمارة وبكافة الفنون المرتبطة بها، الهدف الأول منه، الخروج من مرحلة النص المكتوب الى مرحلة النتاج المعماري والفني المادي، أما الهدف الثاني فهو السير على خطا من سبقنا ونجحوا في إنتاج عمارة عراقية يفتخر بها الجميع، ويصفهم رفعة الجادرجي فيقول: كان لكل معمار من غرار أحمد مختار ابراهيم، ومدحت علي مظلوم، ونزار علي جودت، وقحطان عوني بالذات (شمرة) في طراز المعيشة، بما في ذلك الملبس والمأكل، فضلاً عن التمتع بمفهوم الترابط، بين مختلف الفنون، إذ أخذ المعمار العراقي آنذاك، موقعاً قيادياً في ترويج الفن العراقي المعاصر ورعايته، كالرسم والنحت، حتى اخذ يستقبل الفنان في داره ويقيم له المعارض، وينظم من أجله اللقاءات الدورية، وغير ذلك من النشاطات الهادفة الى تعريف المجتمع بالمفاهيم المعاصرة، لقد أضحت العمارة تسير في مسار وئامي مع الفنون الأخرى، وصار المعمار العراقي يرتبط بالفنان من مثل جواد سليم وفائق حسن وزيد صالح ومحمد غني.

يشاركني الفكرة عدد من الاصدقاء الداعمين لفعاليات الاستوديو المستقبلية (مادياً ومعنوياً)، التي قد تأتي قريبا أو تتأخر لأن همي الأول الآن هو الإعلان عن الفكرة وتوثيقها، علاوة على إنشغالي بالدراسة الأكاديمية.

أما فيما يخص التسمية فأعتقد هي مشكلة يقع فيها الجميع عند محاولتهم إختيار إسم لمشروعهم، الإسم الذي اخترته: (بكدادو) حيث هنالك دلائل موثوقة اوردتها النصوص المسمارية تشير الى ان اسم بغداد ورد بصيغتين هما "بكدادو" و "بكدادا bagdada “، bagdado وقد ذكر الاسمان في وثيقة بابلية ترجع الى عهد حمورابي الملك العظيم "1792 - 1750 ق. م." وكذلك من رقم اخرى جاءتنا من فترات متعاقبة كالعهد الكاشي - البابلي "1590 - 1107 ق. م ) ".أصول مدينة بغداد ومسمّياتها، فؤاد يوسف قزانجي).

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق