هل رأى الحبُ عَمارة ...
يتسآءل كريم العراقي : ماذا جرى لي؟ نحولٌ، غيرةٌ، قلقٌ، سهرٌ، عذابٌ ...
جنونٌ هزَّ أفكاري ...
أعزائي المعماريين هل تعرفون ماذا جرى له؟
لديه تقديم نهائي لمشروع معماري ؟!
كلا، إنه يعاني من حرفين سلباه وقاره ...
حاءٌ : حريق.
باءٌ: بات في ناره.
وبعيداً عن عناوين المسلسلات التركية: الحب المستحيل،
الحب والحرب، قصر الحب، تنويه الحب، العشق الممنوع، أليس من المفترض أن نعرف
حقيقة الحب قبل أن نحتفل به؟
لنتخيل أن هنالك ولدان (نزار) و(بدر) منذ الطفولة كانا يُحبان
لعب كرة القدم، دخلا سوية المدرسة الابتدائية ليكتشف الأصدقاء في درس الرياضة أن (نزار)
يجيد لعب كرة القدم ويمتلك كل الصفات التي تؤهله لكي يكون الطالب الذي يريد
الفريقان أن يلعب معهما، و(بدر) لا يجيد اللعب وهو إما يكون حارس مرمى أو لاعب
زائد بعد تقسيم الفريقين، فيلعب مع الأضعف كزيادة للعدد فقط.
ولكن كلاهما يحبان لعب كرة القدم! ويستمر هذا الحال حتى
يكبرا، ليتعرفا سوية على (دانة) شابة رياضية، وعداءة في ألعاب الساحة والميدان.
وهنا ياتي دور الحب ... هو أن تنبهر بصفة معينة في إنسان آخر
(صفة واحدة فقط) وأنت تبحث دائما عن هذه الصفة في الآخرين لإنها موجودة داخلك أساساً.
ولكنها قد تكون موجودة وظاهرة (نزار) أو تكون موجودة ولكنها غير ظاهرة (مخفية)(بدر)
لأنك لم تنجح في إظهارها بصورة مناسبة.
فنزار جذبته صفة
(الرياضية) في دانة فقط، لانه رياضي ناجح منذ الصغر، وبدر جذبته نفس الصفة في دانة
فقط، لانه يحب الرياضة منذ الصغر أيضاً ولكنه غير ناجح في ممارستها. أما بقية صفات
دانة فهنا يأتي قول (الحب أعمى) لأن كل منهم لا ينظر الى الصفات الأخرى فيها، وحتى
إذا كانت هناك صفات سلبية، سيغض النظر عنها بكل تأكيد.
وإذا كانت نهاية الحب المفترضة هي الزواج ... فماذا لو
أبدلنا (دانة) بهندسة العمارة؟
سيكون معظمنا قد تزوج العمارة زواج تقليدي (زواج صالونات)،
بدون حب ولا غرام!
أعطينا الخاطبة (وزارة التعليم) صورنا ومقدار الثروة
التي نمتلكها (معدلنا)، لتختار هي بمعرفتها العروس المناسبة!
ولا يبقى لدينا سوى مقولة الآباء والأمهات: إن الحب
يأتي بعد الزواج.
فكيف نحب العمارة بعد أن تزوجناها؟
حالنا كحال (بدر) الذي تزوج فتاة أخرى غير دانة، فتاة
إختارتها والدته (الوزارة)!
الحل هو أن نبحث في أعماقنا عن صفة، صفة واحدة فقط، موجودة
في دراسة العمارة ونحاول أن ننظر للعمارة من خلالها، أما بقية الصفات فنعتمد على
نصائح الآباء أيضاً بأن الزواج الناجح يعتمد على مدى تفهم وليونة موقف الطرفين، في
موقف تتنازل عن مطالبك وتحترم رأي الآخر وفي موقف ثاني يتنازل المقابل ويفسح لك المجال،
والهدف هو وصول المركب الى بر الأمان.
أنت تحب الرسم منذ الطفولة، ركز عليه الآن وتقبّل صفات
زوجتك العمارة في الأمور الأخرى.
أنت تحب إتخاذ القرارات والتعبير عن خياراتك الشخصية،
ركز على هذه الصفة وتقبّل مادونها برحابة صدر.
تحب التحدي والخروج عن المألوف والتجديد؟
ولكن مع كل هذا المجهود الذي تبذلة هل ستبادلك زوجتك
العمارة الحب؟
الأمر معقد نوعاً ما، وكأنك متزوج من شخص غريب الأطوار،
(ساعاتة مو سوة)! وسبب غرابة أطواره أنه يعيش في العراق، فعدم الثبات في كل شئ
يجعله غير ثابت السلوك والتصرفات أيضاً.
فقد تبادك العمارة الحب وتصبح أعمالك حديث الجماهير وتتخرج
بترتيب مميز لتنفتح أمامك أبواب المستقبل، وتستمع بفخر لام كلثوم وهي تقول:
ومشينا فى طريقٍ مقمرٍ .. تثب الفرحة فيه قبلنا
وضحكنا ضحك طفلين معاً .. وعدوّنا فسبقنا ظلنا...
وقد تحدث أمور
أخرى ليست في الحسبان.
ولكن هل يوجد حل آخر بدل (جهاد الحب) هذا ؟
نعم بالتاكيد ... إنه الطلاق، الطلاق بالثلاثة.