الاثنين، 6 يناير 2014

فتش عن المعمارية!

كيف رسمنا صورة للشعب الامريكي في عقولنا؟ وكيف رسمنا صورة للشعب المصري والهندي أيضاً؟ إنها السينما! ومن منا لم يرى مئات من الأفلام الأمريكية والمصرية والهندية؟ وكما يضرب الدكتور علي الوردي المثل في إختلاف الإهتمامات لمراقبين مظاهرة في شارع الرشيد، فمنهم من شغفه الجمال الرائع في وجوه الفتيات المشتركات في المظاهرة ومن تتأمل ملابس زميلاتها المتظاهرات بحثاً عن أحدث الازياء، الأخر سياسي يعنيه منها الأثر في إسقاط الوزارة وتنصيب أخرى جديدة وأديب متحذلق يلتقط الأخطاء النحوية والصرفية في خطاباتها وهتافاتها، أنا بدوري أنشغل بصورة المهندس المعماري التي تقدمها تلك الافلام.
ومن دون تسلل زمني يمكن أن نذكر:
Keanu Reeves in “The Lake”
Adam Sandler in “Click”
Luke Wilson in “My Super Ex-Girlfriend”
Matt Dillon in “There’s Something About Mary”
وهنالك الكثير من الافلام لم نشاهدها على مجموعةMBC  (ام العيشة) .





أما الافلام المصرية فكانت شخصية المعماري من نصيب سمير صبري وحسين فهمي ومجدي كامل (صديق أحمد حلمي في فلم ظرف طارق). وبعيداً عن مناقشة القالب المتكرر لشخصية المعماري وصفاتها، أين المهندسة المعمارية من السينما؟ أو حتى أينها من الشهرة العالمية في العالم الواقعي؟ زهاء حديد ومن غيرها؟
نسمع نحن في العراق من خريجي الثمانينات مثلاً وما بعدهم إن الهندسة المعمارية إختصاص مناسب للبنات وعددهن فيه أكثر من الطلاب البنين في أغلب الأوقات، وحتى اليوم تشير إحصائية في قسم الهندسة المعمارية/الجامعة التكنولوجية الى إن عدد الإناث في المراحل الخمسة(180) بينما يبلغ عدد الذكور(127).

فإذا كانت هذه المدخلات أين المخرجات؟ يمكن القول إن أغلب أسباب عدم التميز والشهرة هي أسباب خارجة عن إرادة المرأة ففي الشرق والغرب تتحمل هي مسؤلية إدارة البيت والعائلة وغالباً ما تعكس الافلام صراع المرأة بين العمل والعائلة بينما يستطيع الرجل تركيز كل جهده على العمل فقط، أما زهاء حديد فلم أقرا أو أسمع شيئاً عن حياتها الشخصية ولكن (الكتاب باين من عنوانو).


 وما سبق ينطبق على المجتمعات التي تعيش حالة من الاستقرار في العلاقات الاجتماعية والظروف الأمنية والسياسية، أما في عراق اليوم فالمسألة أكثر تعقيداً فطالبة الأعدادية لم تخرج عن طريق (البيت-المدرسة) وبالسيارة (من الباب للباب) لم تزر معالم بغداد التأريخية، لم تشاهد يوماً موقعا للبناء، لم تزر معرضاً فنياً علاوة على مشاكل المناهج التلقينية لوزارة التربية والابتعاد عن تنمية القابليات الفنية على عكس الشاب الذي يسمح له المجتمع والظروف بالخروج والمشاركة في بعض تلك الفعاليات، ثم يدخل الإثنان الامتحان فتحصل الطالبات على أغلب المعدلات العالية ويبدؤون بكتابة الخيارات الخاصة بالكليات ومن لم تستطع الحصول على الكليات الطبية فهي في الهندسة المعمارية بالتأكيد، لأنه صاحب المعدل الأعلى بعد هندسة النفط هذه الايام، فتدخل في متاهة العمارة لخمس سنين وبعد التخرج لديها عدد من الخيارات:
-الدوام في دوائر الدولة البائسة.
-الجلوس في البيت لان الاهل يمانعون خروجها غير الأمن  والعمل في المكاتب والشركات الاهلية.
-العمل في تلك المكاتب والشركات الاهلية المحترمة وهي نسبة قليلة جداً.
ألا يعتبر السيناريو السابق مضيعة للجهد والموارد للـ(الطالبة والدولة)؟ فالطالبة ممكن أن تبذل جهدها في دراسة تحبها حتى لو لم تكن دراسة طبية والدولة ممكن ان تبذل الموارد الخاصة بالدراسة على طلبة لا يجلسون في البيت بعد اكمال الدراسة.
وللخروج أخيراً من هذه الأزمة فالحل (قديم-جديد) وهو إعادة العمل بإختبار القبول في أقسام الهندسة المعمارية في العراق وهو يصب في مصلحة كل الاطراف وأتمنى ان أعرف السبب المنطقي لالغاءه، وأتمنى أيضا أن تقدم الاقسام مجتمعة مقترحاً الى وزارة التعليم العالي لإعادة العمل به، فالطالب والطالبة اللذان لا يملكان مؤهلات دراسة العمارة من الممكن ان يحققا النجاح الباهر في اختصاص أخر.

بلال سمير                  
    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق