الثلاثاء، 31 ديسمبر 2013

مدن الربيع العربي

فكرت يوماً بمبشر الربيع العربي الأول محمد البوعزيزي، كيف إستطاع إحراق نفسه؟ وأنا أدفئ ماء الشرب قليلاً كي لا أصاب بالانفلونزا! ثم مررت بتجربة حياتية بسيطة: أن يساء اليك وليس لك ذنب من قريب أو بعيد، والأدهى إنك لا تستطيع إن تعمل شيئاً لأن المقابل أكبر سناً ولا تريد الإساءة اليه بدورك!

بعدها عرفت الإجابة ... كم من الغضب والمرارة لايوصف ... بركان داخلي تستطيع قوته فعل المستحيل، كإحراق الانسان لنفسه.
وعندها وجد الشعب التونسي طريقة للرد على إساءة الكبير إنتقلت بعدها لبلدان اخرى إنها (التظاهرات السلمية) فتغيرت الأنظمة السابقة الى أنظمة ديمقراطية وأصبحت التظاهرات سلاح المعترضين الأول. برزت هنا مشكلة جديدة هي: تأثير تلك التظاهرات على الأخر وتعطيلها للحياة العامة، فلو تظاهر الطرف(س) ستغلق الشوارع  ويتأخر من لا شأن له عن مواعيده وبالتالي تتولد مشاعر سلبية من الطرف(ص) باتجاه(س) بعيداً عن موضوع المظاهرة ولكن بسبب تأخر(ص) عن مكاسبه المادية.

والحاكم الذي يعنى بالمصالحة والتعايش يجب أن يضع حلاً مستقبلياً لتك المشكلة من خلال دراسة أماكن التظاهر والتساؤل: لماذا يتظاهر المصريون في ميدان التحرير والبحرينيون في دوار اللؤلؤة والعراقيون في ساحة الفردوس؟
هنالك عدد من الاسباب التي قد تبدو بديهية ولكنها تستحق الدراسة تخطيطياً لحصر المشكلة وحلها:
-       إختيار الميدان أو الساحة الأكبر مساحة لإستيعاب أعداد المتظاهرين وخاصة في تظاهرات مصر المليونية.   
-       إختيار الموقع الذي يمكن السيطرة على منافذه من أجل تأمين المتظاهرين من إعتداءات الاطراف الاخرى.
-       القرب من مكاتب المحطات الفضائية والوسائل الإعلامية من أجل نقل التظاهرات الى مشاهدي ومتابعي العالم.
-       القيمة الرمزية لتلك الميادين والساحات من خلال إرتباطها بأحداث تأريخية أساسية للدولة كسقوط رمز النظام السابق في ساحة الفردوس.

ميدان التحرير في القاهرة
دوار اللؤلؤة في البحرين
ساحة الفردوس في بغداد
وبالتالي فإن هنالك 3 حلول مقترحة من الممكن مناقشتها الاول: منع تلك التظاهرات بالاصل ومن يريد التعبير عن رأيه فليتجه الى مواقع التواصل الاجتماعي، الثاني: نقل الدوائر الحكومية والأسواق وعمل الطرق البديلة من أجل عزل تلك الميادين والساحات عن الحياة العامة عند الضرورة والثالث: تخصيص مواقع جديدة للتظاهر لا تؤثر على مصالح الاخرين وهي تتضمن مقومات ساحات التظاهر من حيث المساحة والسيطرة الامنية واحتوائها على المراكز الاعلامية وكل ذلك ضمن مخطط مصمم ومدروس.
وبالنظر الى مواقع الثورات والربيع والاضطرابات الحالية من مقياس اكبر(مصر، لبنان، سوريا، تركيا، العراق، البحرين، اليمن) وتأثير لاجئي سوريا على الاردن وإنشغال السعودية بدعم المعارضة السورية مرة والجيش اللبناني مرة أخرى، ألا نرى إن هنالك بقعة هادئة لم نلاحظها في الشرق الاوسط؟ إسرائيل؟ نعم إسرائيل ... إن ما يحصل بالتأكيد مشابه لإستعمال الساحر مساعدة حسناء فاتنة عندما يحاول أن يخفي فيلاً من أمام الجمهور!
ونحن كمعماريين وكما يقول الجميع يجب أن نفرق بين اليهود والصهاينة، ففي العمارة نرى إن كثير ممن نتغنى ونعجب بأعمالهم من المعماريين اليهود حيث تشير المواقع الالكترونية الى أبرز عشرة معماريون يهود في العالم هم :
-       Frank Gehry             - Peter Eisenman
-       Dankmar Adler        - Marcel Breuer
-       Richard Meier          - Moshe Safdie
-       Luis Kahn                 - Erich Mendelsohn
-       Daniel Libeskind      - Arieh Sharon
          
Frank Gehry
Richard Meier
Daniel Libeskind
أما عن سبب التميز والشهرة وهل للديانة والانتماء دور فيها؟ فمن الممكن تكوين ثلاث نظريات تفسر ذلك الاولى: أنه أمر طبيعي جداً فللديانات والامم الأخرى مشاهير ايضاً وفي إختصاصات وعلوم متنوعة، الثانية: طبيعة المجتمعات اليهودية التي تتميز بالانغلاق وعدم التمازج والانحلال في المجتمعات الانسانية الاخرى وبالتالي التمسك أكثر بفكرهم القائل: إن (يهوه) يئس أن يجد من يعبده فخلق بني أسرائيل ليكونوا شعبه المختار من دون العالمين وجعلهم وسيطاً بينه وبين باقي الامم إذ هم يمثلونه وحدهم وبالتالي يكونوا مسؤولين عن العمل بأستمرار وبأخلاص كل في مجاله من أجل تقدم الانسانية، والثالثة أخيراً: هو إن للإعلام والسياسة والاقتصاد الامريكي دور مؤثر(اغلب العشرة المذكورين هم يعملون من امريكا) في شهرتهم والجميع يعلم بسيطرة اليهود على تلك القطاعات في امريكا والتي تمثل الساحر الذي يستطيع ان يخرج أرنباً من القبعة ونحن مأخوذين بجمال مساعدته الشقراء .  

بلال سمير        

     



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق