10
نشاطات أساسية للمعماري الناجح
كتب المعماري(John Gresko) في مدونة (BLiNK- perspectives on design) موضوعاً بعنوان: (10 ESSENTIAL HABITS
FOR SUCCESSFUL ARCHITECTS)
وبينما هو يكتب ويمارس العمارة في شيكاغو – الولايات
المتحدة الامريكية، فهل تعتبر هذه النشاطات اساسية لدينا في العراق أيضاً ؟
وهل هي خاصة بالمعماريين الممارسين للتصميم والتنفيذ في المجال العملي أم هي
تنطبق على طلبة العمارة في المراحل المختلفة أيضاً ؟
النصوص بين القوسين هي ترجمة بتصرف لنص الموضوع يأتي
بعدها محاولة الإجابة على السؤالين من خلال الارتباط مع واقع حياتنا في مجال
الدراسة والتصميم المعماري:
التخطيط والرسم(Sketch): (صحيح إن مناضد المعماريين أصبحت أصغر حجماً ومكتظة اكثر
بوجود الكومبيوتر وملحقاته، ولكن يجب أن تجد مكاناً للتخطيط فهو وسيلة تواصل أساسية
مع الاخرين. ومن المؤكد إن مهارتنا بدأت تضعف مع قلة الممارسة الا إنه من الضروري
العمل على تحسينها، فالتخطيط أسرع طريقة للتعبير عن أي فكرة وهو ضروري عند
الإجتماع مع الزبون أو مدير البناء. وبما إننا في مجال العمارة فإن جميع الاشخاص
الذين نتعامل معهم وحتى أبائنا يتوقعون منا أن نكون ماهرين بالرسم والتخطيط لذا
دعونا نثبت لهم إننا بارعون بذلك.)
وفي مجتمعنا ومنذ زمن بعيد عندما يرى الاباء مهارة ابنهم
منذ الطفولة بالرسم والتلوين يقولون له أنك ستصبح معماري ناجح، وهنالك الكثير من
الطلبة الذين قدموا الهندسة المعمارية في خيارات القبول لمجرد إنهم ماهرين في
الرسم، أما بعد دخول العمارة فالتخطيط رفيق المصمم، وقد شاهدت بنفسي المعماري
العراقي الاستاذ فاضل عجينة وهو لا يفترق عن بورد صغير بحجم (A3) يحمله بيده يومياًعند الانتقال
من البيت الى المكتب.
الزمالة،الانتماء لتجمّع معماري(Fellowship) : (رد الجميل والدفاع عن المهنة، والعمارة تتطور
يومياً ويجب علينا أن نحافظ على إهتماماتنا المعمارية فليس هنالك شخص أخر سيقوم
بذلك، فحاول رد الجميل للاجيال القادمة من المعماريين، من خلال الالتقاء بهم
والاستفادة من افكارهم الجديدة وتكاتف الجهود في تطوير مهنة العمارة.)
هل تعلمون ماهي نظرة أغلب أصحاب التخصصات الاخرى للمهندس
المعماري؟ شخص حالم يدرس الجمال والفلسفة وهو بعيد عن واقع الهندسة واشكالاتها
الحقيقية! ولهذا على المعماريين انفسهم توضيح حقيقة المهنة للمجتمع وذلك من خلال
جهودهم مجتمعة، ولكن المؤسف في العراق هو عدم وجود تجمع خاص بالمعماريين يربط بين
الأجيال المختلفة فهنالك قطيعة بينهم وكل منهم غير مقتنع بطريقة تفكير الأخر بدون
محاولة التقارب والتجانس.
التعامل مع النقد(Deal with criticism)
: (التخلي عن
الأنا، جميع المبدعين المهنيين معرضين للانتقاد، إجعل للمشروع الاولوية القصوى،
فمن الأفضل في بعض الأحيان ترك بعض أفكارك التصميمية، كذلك فإن النقد يحسن من
تصميم المشروع، فالنصيحة او النقد يجب أن تضيف من قيمة المشروع، وعندما تكون أنت الناقد
أعط الاسباب لنقدك ومقترحاتك للتحسين، فلا أحد يحب النقد كطائر النورس يهبط فجأة
يلقي قنبلة ثم يطير!)
بما إن الهدف من النقد هو تحسين التصميم لذا فإن أغلبه
يتناول العيوب والمشاكل التي يعاني منها العمل ولكن بنفس الوقت من الممكن ذكر تلك
العيوب بأسلوب يتقبله الأخر وخاصة عندما يكون النقد من طالب أكبر لعمل طالب أصغر،
فالعبارات والاوصاف غير القاسية والابتعاد عن اي نبرة أو نظرة توحي بالاستهزاء ضروري
من أجل الحفاظ على المودة والعلاقات المهنية الناجحة.
القراءة(Read) : (إقرا مجلات التقنية والتكنولوجيا ومجلات التصميم، فكل
موضوع منهما يجعلك أقوى في الموضوع الأخر علاوة على القراءة في كل المجالات اخرى.)
بما إن العمارة هي البيئة التي تحتوي جميع الفعاليات
الانسانية، لذا فإن القراءة في أي مجال إنساني: أدب، فن، علم يصب بالنهاية في حقل
العمارة. فالرواية يصف كاتبها تصميم بيت البطل أو مدينته والفن يصور البنايات
وشخصيات مستخدميها والعلم يطور مواد البناء وأدوات الرسم والتصميم.
الخروج من المكتب(Get out of the office) : (إذهب الى موقع العمل ومارس
الادارة الانشائية، اكتشف وتعرف على التفاصيل في الموقع، وبالنسبة لي فإن عمل
الموقع ممتع جداً، فليس هنالك شئ اكثر متعة من رؤية مخططاتك تتحول الى حقيقة.)
إن عملية التصميم داخل المكتب هي مرحلة بسيطة من بقية
المراحل التي تجتمع لاكتمال المبنى ، وعلى المعماري على الاقل التعرف على جميع تلك
المراحل ليتمكن من التواصل مع المختصين بها، فكيف يستطيع التواصل مع مهندس
الكهرباء لمشروعه إذا لم ير طريقة العمل في الموقع والمشاكل التي يعاني منها؟
وكذلك الحال بالنسبة لبقية الاختصاصات، أما طلبة العمارة فمن الضروري زيارة مواقع
انشاء المباني خلال الدراسة لان عدمه سيؤدي الى حصول فجوة بين الدراسة الاكاديمية
وواقع العمل في المكاتب والشركات وهذه المشكلة تواجه طالبات العمارة أكثر بسبب أوضاع
الشارع اليوم وقد تتخرج الطالبة بدون اي رؤية واضحة لموقع العمل؟ ودائما استذكر
استاذ مادة الانشاءات وهو يتحدث عن طالبة تخرجت وهي لا تميز بين أبعاد الطابوقة
وأبعاد البلوكة!
الاستماع(Listen) : (إستمع دائماً للمستخدمين! فانا أستمع لكثير من
المعماريين يقولون أشياء مثل: (بنايتي) هي ليست بنايتك الا اذا كنت أنت تمتلكها! فنحن
لا نزال نقدم خدمة ولا يمكن أن نقع في فخ التفكير بأن المبنى ملك لنا، فالمعماري الناجح
يستمع الى الزبون بعناية ويتعرف على حاجة المستخدمين.)
هدف العمارة الاول هو راحة الزبون والمستخدم فما فائدة
مبنى متعب وغير مريح لمستخدميه؟ وفيما يخص طلبة العمارة من هو الزبون بالنسبة لهم
؟ الزبون هو الكادر التدريسي فكما يحاول المعماري إقناع صاحب المسكن بتصميمه لينال
رضاه ويدفع له أجوره على الطالب إقناع الكادر التدريسي بتصميمه للحصول على درجات
النجاح والتفوق.
إستشارة مستشاريك(Gonsult your consultant)
: (خذ منهم
النصيحة ولا تكتفي باخبارهم ما تريد فعله، فهم يملكون الخبرة ايضاً ويريدون
المشاركة في المشروع فهم يمتلكون أفكار مبتكرة وفي بعض الاحيان نحن بحاجة أن
نسألهم عن أفكارهم.)
ولطالب العمارة مستشارين كُثر: الاساتذة وجميع الطلبة
علاوة على المعماريين المتخرجين ولكن بشرط اي يقّيم نصائحهم ويأخذ المفيد منها فقط
لانه هو الوحيد الذي يعرف طبيعة مشروعه وخصوصيته التصميمية.
فكّر(Think) : (طور إسلوبك المعماري ، فالتصميم ليس مجرد نسخ أو
دمج أجزاء جذابة من مباني أخرى موجودة في المجلات سوية في مشروعك. إجعل المشروع
ينبع من الموقع ومن حاجات الزبون والمتطلبات الخاص لوظيفة المشروع، إخبر
الاخرين بقصة مشروعك ولا تدع الاخرين يفعلون ذلك!)
ولكن بنفس الوقت هنالك من يقول إن اي معماري لا يبدأ من
الصفر وإنما يتعلم ممن سبقوه في المهنة ويمشي على خطاهم، وهنا يظهر الفرق بين
التعلم والاستلهام وبين النسخ والتقليد، يجب أن يضيف المصمم من ذاته على الاشكال
الموجودة في البيئة المحيطة للخروج بتصميم مبتكر يعبر عنه.
كن جريئاً وصريحاً(Be bold) : (تكلم بصوت مرتفع وأبعد المايكروفون عن وجهك! بعض الأحيان
نكون خائفين من الكلام، ولكننا مهنيين والمهنيين لا يكونوا سلبيين، بل وفر
المعلومات، شارك تجاربك، انصح زبونك وحل جميع القضايا.)
شخصية المهندس المعماري ضرورية جداً في مقابل امكانياته
التصميمية، فالصوت المنخفض وتعابير التردد والخوف على وجه المصمم او الطالب عند
عرض تصميمه تؤثر كثيراً على تقييم الناس للعمل المعروض امامهم.
احصل على حياة خارج العمل(Have a life outside work):
(لا تتسكع مع
المعماريين فقط! فنحن غريبي الاطوار! مجموعة غامضة! وهنالك عالم خارج مهنتنا. وسع
افقك وتعلم من المهن الاخرى والناس، فكيف من المفترض أن نضيف للمجتمع اذا لم نكن
جزءاً منه؟)
وتبرز أهمية الاختلاط والتعرف على أفراد المجتمع في كون
المعماري سيصمم لهم المباني في المستقبل، فعند تصميم المعماري لمشروع روضة، مدرسة
او جامعة هو يعرف متطلبات المستخدم لانه كان طفلاً وطالباً في ماسبق، ولكن ماذا عن
المستشفى او مركز الشرطة ؟ يجب ان يتعرف على طبيعة المستخدمين وأفكارهم لإنتاج
مباني تضيف للمدينة ويشتهر بها في مستقبله المهني.
بلال سمير
نصائح جميلة
ردحذفو خاصة
الحصول على حياة خارج العمل