الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016

الصورة والروح

هل يحق لنا الايمان بخرافاتنا الخاصة؟
مع علمنا بأنها إعتقادات غير قائمة على سبب عقلي أو منطقي مبني على العلم، هل يحق لنا أن نختار بعضاً منها للإيمان به، ونستسخف الخرافات الأخرى التي يؤمن بها أفراد مجتمعنا؟
عندما تتأخر شجرة عن تكوين الثمر فاننا نهددها بسكين: إن لم تثمر سنقطعها قريباً ...
عندما يستمر جفن العين بالرّفرفة فإن هناك حدث سيء سيحدث قريباً أيضاً ...

الجميل أنني عرفت اليوم أن الأصل اللغوي لكلمة خرافة هو شخص يدعى (خُرافة) من بني عُذرة، حدّثَ الناس بأحاديث عجيبة غير معقولة بعد أن إختطفه الجن زمناً ...

وعن خرافتي المفضلة يحدثنا السير جيمس جورج فريزر في كتابه الغصن الذهبي عن الأخطار المحدقة بالروح كونها (وكما كان يعتقد الانسان البدائي) المحرك لجسم الانسان الخارجي، فكان يُرجع حدوث الظواهر في الطبيعة الجامدة لأشياء حية تقوم بها أو تسببها وبالتالي فأن تلك الأشياء أو الأجسام الحية بدورها تحتوي على أجسام داخلها تحركها، فالإنسان داخله إنسان هو الروح وقد تخيلوا الروح بأشكال متنوعة مرة مشابهة لشكل الانسان ومرة على شكل قزم ومرة طائر وسحلية ...


تعتقد بعض الشعوب بأن روح الإنسان موجودة في إنعكاس صورته في الماء أو المرآة، وعندما تكون تلك الروح خارج الجسم عن طريق وجود الصورة وبالتالي الروح على سطح الماء أو بالمرآة فإنها معرضة للمخاطر وقد تسلب من الجسم ولا تعود اليه مرة أخرى مما يؤدي الى الموت.
وما ينطبق على الانعكاسات ينطبق أيضاً على الصور الشخصية، إذ كثير ما يعتقد الناس أن الصورة تحتوي على روح صاحبها. وكل من يؤمن بهذه العقيدة يكره أن تؤخذ صورته.
فشعب تبهوان في مكسيكو يتملكهم رعب قاتل من الكاميرا، وتطلب إقناعهم بالوقوف أمامها خمسة أيام كاملة، ولما وافقوا أخيراً بدوا وكأنهم مجرمون على وشك أن تنزل بهم عقوبة الإعدام.
وكان القرويون في سيكيم يعتقدون أن الكاميرا (الصندوق الشرير) تأخذ أرواحهم مع صورهم وتمنح من يمتلك الصورة القدرة على ممارسة قوة سحرية عليهم.
وما زالت بعض هذه المعتقدات سارية، حيث غضبت بعض العجائز في جزيرة كرباثوس اليونانية من تصويرهن لإعتقادهن أن ذلك سيؤدي الى إصابتهن بالوهن والموت.

وهل تعرفون لماذا أعتبرها خرافتي المفضلة؟
بدأت طفولتي مع صور شهداء الحرب العراقية الإيرانية، لقد كانت صورة الشهيد منهم مأخوذة بعناية وبـ (pose) شامخ وكأنها جاهزة لإضافة الشريط الأسود والتثبيت على جدران أحدى الغرف الرئيسية للبيت.
وحالياً تثبت خرافتي صحتها، ففي (التفجير الكبير) إستشهد من عائلتي من يمتلك أكبر عدد من الصور الشخصية الفنية ...








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق