مسابقة في التركيب
تبدأ أغلب الافكار الجيدة عن
طريق الصدفة !
لا اعتقد ان تلك المقولة دقيقة جداً، والسبب ان الفضل في
الافكار الجيدة لا يعود الى الصدفة وحدها فقط وانما الى امكانية الانسان في
الانتباه الى ما يحدث امامه في تلك اللحظة وايجاد علاقة بين ما حدث وبين توظيفه في
بناء فكرة مفيدة، فالسر هو في ايجاد العلاقات الجديدة والا فعلى مستوى عناصر الحياة
لا جديد تحت الشمس.
ولا تأتي العلاقات الجديدة من السكون والجمود، فعلى
الانسان ان يتحرك ليصادف صدف جديدة، يتحرك بالقراءة، يتحرك بزيارة اماكن جديدة او
التعرف على اشخاص جدد.
في احدى زياراتي لشارع الرشيد جذبتني عمارة الالعاب في
منطقة حافظ القاضي، وانا لا اعتقد ان عمر معين قد يحرم الانسان من الاستمتاع
باللعب، او على الاقل التمتع بمشاهدة الالعاب وافكارها ومراقبة الجهد الانساني
المبذول في تصميمها وتصنيعها.
معمارياً هنالك مجموعة من العاب الاطفال تصب في اهم
المهارات التي يجب ان يمتلكها معمار المستقبل كالمهارة اليدوية، الخيال والتصور
المكاني.
ويعرّف التصور المكاني بالقدرة على تصور شكل وحجم ونسب
ومكونات وحركة وموقع الاشياء، كما يشتمل على قدرة تصور الشئ في الذهن وتقليبه من
الزوايا وعلى التخيل المرحلي والتحليل ثلاثي الابعاد.
وتشير الدراسات العلمية الى ان تلك القدرة ضرورية لمن
يعملون في وظائف تتطلب مقدرة مميزة على التصور المجسم، كالرياضيات وهندسة العمارة
مثلاً.
وهنا يأتي دور الصدفة، فواحدة من الالعاب التي وجدها
امامي في عمارة الالعاب هي:
3D BUZZLE ARCHITETURE
اما عن العلاقة الجديدة الناتجة من الصدفة فهي شراء عدد
من علب تلك اللعبة وتوظيفها في محاضرات مادة الهندسة الوصفية في المرحلة الاولى.
حيث تهتم دراسة الهندسية الوصفية بمفهوم الافراد (افراد
الكتل المجسمة الى سطوح ثنائية الابعاد) والذي يرتبط مباشرة بقدرة التصور المكاني، وتلك الـ (PUZZLE) التي اجتهد بترجمتها الى (تحدي) وليس لغز او متاهة، هو تجسيد
مثالي لمفهوم الافراد، فالمباني والتي هي ملاعب عالمية وكاتدرائيات عبارة عن سطوح
ثنائية الابعاد وما على الطفل او المعمار الطفل الا جمعها بدقة وتحويلها الى كتل
ثلاثية الابعاد تقترب من الواقع.
وبعد ان شارك الطلبة في تكملة عدد علب التحديات، تحولت تلك التحديات
الى (مسابقة) بين الطلبة، حيث تم تقسيم المرحلة الى مجاميع من الذكور والاناث وذلك
لاغراض علمية بحتة، ومن ثم اعطاء كل مجموعة علبة تحدي، والاتفاق على وقت لبداية
المجاميع بالعمل.
وكانت ازمنة انجاز كل مجموعة لتركيب التحدي كالتالي:
الذكور:
المجموعة الاولى : 10:48 – 11:30 (42 دقيقة)
المجموعة الثانية : 10:48 – 11:55 (67 دقيقة)
المجموعة الثالثة : 10:48 – 12:02 (74 دقيقة)
المجموعة الرابعة : 10:48 – 12:07 (79 دقيقة)
المجموعة الخامسة : 10:48 – 12:09 (81 دقيقة)
الأناث:
المجموعة الاولى : 10:48 – 12:10 (82 دقيقة)
المجموعة الثانية : 10:48 – 12:20 (92 دقيقة)
المجموعة الثالثة : 10:48 – 21:21 (93 دقيقة)
المجموعة الرابعة : 10:48 – 21:21 (93 دقيقة)
المجموعة الخامسة : 10:48 – 12:24 (96 دقيقة)
المجموعة السادسة : 10:48 – 12:30 (102 دقيقة)
المجموعة المختلطة : 10:48 – 12:17 (89 دقيقة)
بالتأكيد فأن اوقات الانجاز لا تشير الى نتائج علمية
دقيقة وذلك بسبب عدم ثبات الكثير من عناصر المسابقة او التجربة، فهنالك مجموعتين
تفتقد تحدياتها للـ(كتالوك) او أن توزيع اعضاء المجاميع والذي اعتمد على التسلسل
الابجدي للاسماء لم يكن متساوياً في ما يخص مهاراتهم او اهتمامهم بالحصول على
مراتب متقدمة.
وأخيراً، يعملون
كخلية نحل : نعم هذا هو الوصف المناسب لطلبة المرحلة حينها وهم يتنافسون لانجاز المجسم وبالتالي الحصول على درجات اكثر مخصصة لهذا التمرين والذي كان خاتمة لمحاضرات
الهندسة الوصفية في الكورس الاول من العام الدراسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق