الجمعة، 4 أبريل 2014

مئوية المعمار الدكتور محمد صالح مكية

كانت البداية في المرحلة الثالثة عام 2004 عندما قرر الكادر التدريسي لمادة التصميم المعماري أن نتعرف نحن الطلبة على المعماريين المحليين والعالميين، ولا أتذكر طريقة التوزيع أو الاختيار التي جعلت مجموعتنا تختص بالمعماري العراقي الدكتور محمد مكية .
وبعد سنة من التغيير لم يكن للانترنت أي حضور في ذلك الوقت فكنت محظوظاً لكوني أملك كتاباً وصلني من صديقة والدتي المعمارية، وهو يتحدث عن معماريي العالم الثالث وتصاميمهم بين التراث والحداثة، ولكن المشكلة إن الكتاب باللغة الالمانية ! فأخذته الى قريبة لنا (والدتها ألمانية) لتترجم لي 5 صفحات من الكتاب تتحدث عن محمد مكية ومشاريعه.   
عرفت ذلك اليوم ان  الدكتور محمد مكية ولد في بغداد وأكمل دراسته الاولية فيها ثم انتقل الى بريطانيا لدراسة العمارة وهو من المعماريين العراقيين الاوائل ومؤسس القسم المعماري في كلية الهندسة جامعة بغداد وله العديد من المشاريع في العراق وخارجه.


وفي صباح يوم جمعة في شارع المتنبي قابلت كتاب (خواطر السنين: سيرة معماري ويوميات محلة بغدادية) للدكتور محمد مكية وتحرير رشيد الخيون، بعدها أصبح الدكتور محمد مكية صديقي الذي لم التق به، تعرفت على عائلته (إخوانه وأخواله وأعمامه)، بيته ومحلته، ألعاب الطفولة، خروفه الصغير الذي اعتنى به ليسير خلفه بإطمئنان حتى علوة البريسم، تعليمه الابتدائي والثانوي، (شفيقة) الجميلة، سفره الى بريطانيا والكثير الكثير من التفاصيل والاحداث البغدادية الممتعة.

يصفه محرر الكتاب بالقول: " يشعرك في معاملته بمزاج الطفل ومزاج الشيخ معاً، يحدثك عن محلته وأزقتها وكأنه يلعب فيها الآن ويتخيل وقوف نموها عند تلك اللحظة، ثم يحدثك عن الدولة وخارطة بغداد وكيف يريد هدمها وإعمارها من جديد، وعندما تنبهه من خياله الجامح يقول لك: دعني أفكر! أضع حلماً أسلمه للأجيال القادمة التي لابد أن تعود الى رشدها وتعيد لبغداد مجدها الغابر، تعيدها من غربتها عن نسيجها العمراني، ولابد لها أن تعود مفتوحة على ضفتي نهرها".
وبمناسبة مئوية محمد مكية كتب الدكتور خالد السلطاني مقالين في جريدة المدى، الاولى (على أعتاب مئوية المعمار محمد مكية ..قيامة مبنى : قيامة التحفة المعمارية) والثانية (عمارة مصرف الرافدين في كربلاء : الادراك الواعي للمكان) يتغزل فيهما بمبنيي مصرف الرافدين فرع الكوفة وكربلاء ويدعو الى محاولة بذل الجهد في إعادة بناء المبنيين(اللذان تم هدمهما) لما يمتلكان من خصائص معمارية فذة .



وفي محاولة لإيصال حلم الدكتور محمد مكية للأجيال المعمارية الجديدة وبعد الحصول على مخططات وصور المبنيين من الدكتور خالد السلطاني المحترم عن طريق الدكتورة اسماء نيازي مشكورة، بدأ طلبة المرحلة الاولى في هندسة العمارة- الجامعة التكنولوجية وضمن مادة الحاسبات برسم المشروعين ببرنامج (Google SketchUp) بعد قراءة المقالين السابقين والتعرف على السيرة الذاتية للدكتور محمد مكية وفيما يلي نتاجات الطلبة المتميزين .




هناك تعليق واحد: