الوطن في آفاق جاله مخزومي
سمعنا كثيراً عن ضرورة الإستفادة من تجارب الآخرين، وفي
الطرف الآخر نستمع لخوسيه موسيكا، الملقب بـ(أفقر رئيس في العالم) يقول:
يقولون لي، لا بل يصرخون وكأنه مبدأ: أن على المرء أن
يتذكر، كي لا يعيد تكرار الماضي.
أعرفه، الكائن البشري!
هو الحيوان الوحيد الذي يتعثر عشرين مرة على الحصاة
ذاتها!
كل جيل يتعلم من تجاربه، لا من تجارب الأخرين.
ماذا يمكن أن نجني من تجارب الآخرين؟ يتعلم المرء من
الأمور التي إجتازها ...
ولكي لا أناقض نفسي في نص سابق بفصل قوله هذا عن سياق
حديثه الكلي، فمن الضروري الإشارة، أنه كان يتحدث عن عدم جدوى تغذية الضغينة
الماضية، لأن الآلام التي نعيشها لن يعوضها أحد، ويجب أن نتعلم كيف نحمل جراحنا
ونمضي بإتجاه المستقبل، وأن ننساها حتى ... فالمهم هو الغد.
بعد لقائي به بثواني فقط، قلت: صدك بيروت تطبع!
لم ألتقِ بموسيكا ولكنني إلتقيت بكتاب أو (منشورة (كما تسميه الدكتورة جاله ...
آفاق ... يجمع بين العمارة، الفن والأدب ... وتقدم له الدكتورة بكونه "يحكي
قصة بثلاثة أصوات، الصوت الأول مقتطفات من حياتي اليومية في الجامعة وبيروت،
يمتد زماناً من كانون الثاني وحتى حزيران من سنة 2007. الثاني قراءتي
للجنوب (جنوب لبنان) أثناء ستة الأشهر التي سبقتها. والصوت الثالث هو
الرسوم، لوحات شقة 101 (رقم الشقة المطلة على البحر في سكن الحرم الجامعي) للأشهر
الستة الأولى من سنة 2007. الأصوات تداخلت، لا شئ يربطها سوى أنها وسيلة لقراءة
حاضر مفروض، وكونها وسطاً للتأمل في حياة أقتطعت، أفتقدها بكل كياني، أعيشها
بالأحلام".
وهذه الأيام لا تكتمل قراءة كتاب من دون (البحوشة) على
الشبكة، ماذا قال عنه النقاد؟ هل يقترب رأيهم من تجربتنا في قراءته؟
ولهدف آخر، التعرف أكثر على الكاتب نفسه، ماهي التجارب
التي مر بها لينتج هذا النص هذه الرسوم؟ لم يعد هنالك فرصة (لموت المؤلف)، فهو
موجود في كل مكان (غالباً)، عن طريق صفحاته الشخصية أو ما كُتب عنه.
وعن الدكتورة جاله مخزومي وجدت حواراً لها من ريكاردو
كرم ... 57 دقيقة من السيرة الذاتية، العمارة، الإجتماع، التأريخ والأهم ... الوطن.
ومع وجود الحوار فليس هنالك ضرورة للحديث عنه .
والسؤال .. هل نقرر الإستفادة من تجربة دكتورة جاله أم
نعتمد على مايقوله خوسيه موسيكا؟
لا أعلم ...
نتيجة تبدل المعطيات قد تكون مقوله موسيكا صحيحة ... وقد تكون المعطيات السابقة لا
تقل صعوبة عن اليوم لذا فنحن نعيش نفس الصراع السابق ولكن بصور جديدة ...
أتمنى أن نستمع للتجربة ونجيب عن السؤال بما يحلوا لنا،
لأننا نعيش عصر التعدد.
وأخيرا،ً هل يختلف وطننا عن بقية الاوطان ؟
تتحدث دكتورة جاله عن جنوب لبنان: (أطفال، شباب، نساء،
شيوخ، إستشهدوا في مبنى واحد، قبورهم صفّت بنظام عقلاني محاولة لفهم ما لا يعقل).
أما في وطننا فحتى الموتى لا نمنحهم فرصة الفهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق