الزفّة والمطر
بغداد، الشواكة، بيت أم فاضل، عام 1932:
-
يلة ولدي تعالوا تغدوا بسرعة ... سووا مكان لأختكم ...
يلة بتي فضيلة تعالي هنا يمي.
-
ما أريد
-
ليش بتي، دشوفي
شلون صايرة عودة.
-
ما أريد أكل بكيفي.
-
دتعالي بتي شبيج؟
-
أريد أكل مثل أبوية بالمماعين ... ليش هو ياكل بالمماعين
وإحنة كلنا ناكل بالجدر؟
-
بتي أبوج رجال البيت، يتعب النهار كلة بالشغل ويجي يريد
يرتاح وياكل على راحتة، قابل ياكل ويانة بالجدر؟
-
خلي لعد إحنة هم ناكل بالمماعين مثلة.
-
ونظل إحنة نوصخ مماعين؟ مدتشوفيني شلون ينشلع كَلبي من
أخذهن وأروح أغسلهن بالشط؟
-
أني أروح أغسلهن مكانج بس خلي أكل بالمماعين.
-
لا بتي شلون يصير، بعدج صغيرة وشريعة حجي إبراهيم بعيدة،
متكدرين تاخذين المماعين وتراب الحنطة وحدج، ولا تكدرين تجين وياية ونعوف أخوتج
وحدهم.
-
لعد ما أكل ...
-
هذا شلون قهر بالله ! تعالي بتي إكلي ويانة هسة، وإن شاء
الله تكبرين ويخطبج إبن الحلال ويسعدج ويهنيج وتاكلين إنتي ووياه بالمماعين، وإن
شاء الله متروحين تغسليهن بالشط وتتعبين، الدنيا تمطر والمي هو يجيج للبيت وإنتي
كاعدة مسعدة بمكانج.
-
هااا ... شوية حميّد وخر دا أكعد، على كيفكم شبيكم
مهروشين!
...................
بغداد الشواكة، باب بيت أم فاضل المطل على الدربونة عام
1936:
-
سبحان الله، تصدكين يا أم حسين جنت أقشمرهة لفضيلة من
متقبل تاكل بالجدر وأكلهة هسة من تتزوجين تكوم تمطر الدنيا ويجيج المي للبيت حتى
تغسلين بي المماعين، واليوم دياخذوهة لبيت رجلهة والدنيا موكفت مطر والمرازيب تكت
من الصبح.
-
نزول عليج دادة أم فاضل شعندج سوالف.
-
شسويلهة لعد مجانت تقبل تاكل.
...................
وسوت أم حسين الواجب، ومبقت مرية بالدربونة مسمعت بقصة
فضيلة المسعدة، بعد مخلت عليهة شوية بهارات، وصارت:عيني فطوم إكلي بالجدر حتى الله
يرزقج بإبن الحلال مثل فضيلة والمي يجي لي يمج ومينشلع كلبج بروحة الشط يومية.
وبمرور الأيام نسوا الناس القصة وبقت بس
المعلومة:
الي ياكل بالجدر الزفة
مالتة تصير بالمطر!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق