الخميس، 13 يونيو 2019

رمزية وتوظيف طائر الفلامنكو معمارياً



سرديات الفضول


سلسلة تعتمد دافع الفضول في التحري عن الثقافة المعمارية في مجالات السينما والفن والادب


-3-

رمزية وتوظيف طائر الفلامنكو معمارياً

اجد طائر الفلامنكو امامي بكثرة في مخازن بيع الاثاث وقطع التزيين، ولو كنت معجباً به لاستطعت ان املأ غرفتي بوسائد واواني ولوحات ومجسمات للطائر بمختلف الاحجام والحركات.

ذلك الظهور جعلني أتساءل، الى ماذا يرمز طائر الفلامنكو؟

وبمراجعة عدد من المواقع على الشبكة كـ(spirit-animals.com) والتي تميل الى الجانب الروحي غالباً، فهي تخبرنا بان الطائر يمثل رمزاً لتواصل الانسان مع مشاعره وعواطفه. والعبارة بالانكليزية:

Flamingo symbolism is reminding you to get in touch with your emotions

حيث ان هنالك فرقاً بين (العواطف) و(المشاعر) عند الترجمة الى العربية والفرق متوفر على الشبكة لمن يهمه الامر. فالفلامنكو يوحي لنا بضرورة اظهار ما نشعر به للوصول الى حالة من التوازن الذاتي.


ويرمز الفلامنكو ايضاً الى ضرورة الحياة الاجتماعية، فهو يخبرنا بان من المناسب الحصول على بعض المرح في الحياة، من خلال مشاركة الآخرين في نشاطات تقلل من التوتر والقلق.


ويرمز الطائر اخيراً الى ان يكون الفرد مختلفاً عن الآخرين متميزاً ومهتماً بنفسه.

 وبالعودة الى الرمزية السابقة نجد المفارقة او الرمزية للموازنة بين ان يكون الفرد متميزاً وبين ان يختلط بالآخرين.

ان ما تذكره تلك المواقع من دلالات غير شائع في مجتمعنا المحلي، فلا نفكر بها عند رؤيتنا له، وبدلاً عنها نفكر بالهجرة الموسمية للطائر الى الاهوار جنوب العراق ونتذكر صوره مرمياً على الرصيف للبيع كطعام لسنا بحاجه له.


ما هو الحال معمارياً؟
للطائر عناصر شكلية مميزة تجعل منه مصدراً للنتاجات المعمارية، اللون الوردي الطاغي مع قليل من اللون الاسود، السيقان الطويلة ووقوفه على ساق واحدة في اكثر الاوقات، الشكل المميز للمنقار، واخيراً الاجنحة الطويلة التي يشترك بها مع طيور أخرى كاللقلق مثلاً.

وبذلك فأن اهم العناصر التي تميّز الطائر هي اللون والساق الواحد وشكل المنقار.


كيف تعامل من سبقنا مع تلك العناصر؟

(Flamingo Tower ) في مطار جزيرة (Bonaire) جنوب البحر الكاريبي.



Pink Flamingo / Stephane Maupin في مدينة باريس.




Flamingo Bicycle Parking Area  في زيورخ.


Flamingo sculpture في شيكاغو.


اخيراً نشاهد حضور اللون الوردي الحتمي في الاشارة الى الطائر، زيادة على الحضور القوي للسيقان، وضعف التعامل مع منقار الطائر المميز والذي يفترض بنا الاستفادة منه لانتاج اعمال معمارية تعتمد الطائر كمرجع لها وتتعامل معه بطريقة جديدة غير مسبوقة ومستهلكة.









ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق