الجمعة، 30 سبتمبر 2016

المهندس المعماري والسجائر

هل يناسب التدخين الصورة المثالية للمهندس المعماري؟

الصورة المثالية التي أسس لها أولاً المعماريين المشاهير على المستوى العالمي من خلال صورهم ولقاءاتهم الفديوية في وسائل الإعلام السابقة (الكتب والمجلات والتلفزيون)، ووسائل الإعلام الحالية (المواقع المتنوعة على الشبكة)، وأسس لها ثانياً كتّاب ومخرجي الأفلام الأمريكية من خلال تفاصيل شخصية المهندس المعماري في أفلامهم.
هل نشاهد المشاهير من المعماريين وممثلي أدوارهم وهم يدخنون السجائر؟

هنا يجب أن نميز بين نوعين أو ثلاثة أنواع من تجهيزات التبغ للتدخين:
السجائر الإعتيادية، السيجار الكوبي وشبيهاته، والغليون أو كما نسميه pipe.

واستطيع القول أننا في الصورة المثالية لا نرى المهندس المعماري وهو يدخن السيجارة الإعتيادية، فهو يدخن غالباً السيجار أو الـ (pipe)، ولأن المعماريين المشاهير يصلون الشهرة بعد مسيرة طويلة، فإن أعمارهم الكبيرة تلائم القوة التعبيرية لتلك النوعيتين (لأن تدخين الشباب لهما يبدو كنوع من المبالغة)، أما الصورة المثالية للمعماريين الشباب فهي (كما اتصفح ذاكرتي) خالية من السجائر بأنواعها.


في وصف سابق للمعماريين من قبل الكاتبة (Annie Choi) بأنهم ذوو رائحة رائعة طوال الوقت، والتدخين يتعارض مع هذا الوصف، وخاصة رائحة السجائر الاعتيادية، فهي تتحول الى رائحة غير مقبولة عند الإكثار منها.
لذا فإن تدخين السجائر الإعتيادية يتنافى مع الصورة المثالية للمهندس المعماري التي نطمح غالباً بالوصول اليها.

هل لاحظتم أنني لم أحدد بدقة مواصفات تلك الصورة؟

لأن ذلك بحاجة الى تفاصيل كثيرة خارج قضية التدخين، ولكن يمكن القول أن تلك الصورة في الغالب يجب أن تكون مميزة عن صور الشخصيات الأخرى. الصورة هي خارجية طبعاً تتضمن الملابس والاكسسوارات الرجالية، والتميز يكمن في وجود توجه معين ولو بالغنا لقلنا (فلسفة) في اختيار تلك الملابس والاكسسوارات.    

وتتداخل النقاشات حول التدخين مع قضية الحرية الشخصية بالتأكيد، وما هي حدود تلك الحرية، وبما أننا نعتمد المجتمعات الغربية المتحضرة كمقياس لنقد كل تصرفاتنا الخاطئة، فلنعتمد بالتعامل مع التدخين والمدخنين حدود الحريات في تلك المجتمعات الغربية، ولا أعتقد أن أحداً اليوم لا يعرف تلك الحدود وطبيعة الأماكن المرخصة للتدخين، في الفضاءات المغلقة؟ بالتأكيد لا، في فضاءات ومباني وسيارات النقل العام؟ بالتأكيد لا ... يقولون للمدخنين: إذهب أنت وربك ....  (وسأسمح لنفسي التفكير بالسيجارة كـــرب للمدخن !) 

ما أحاول إثباته أن التدخين غير ملائم (لمظهر) المعماريين الشباب في محاولة لتحشيد دليل مقنع بترك التدخين، لأننا كشباب نهتم بالمظهر الخارجي الشخصي أكثر من صحة الجسم الداخلية، نتبع المودة في أغلب تفصيلاتها، قصات الشعر قطع الملابس عدم ارتداء الجوارب أو إرتداء جوارب (مال حصار)، أعتقد إن حجمها مقارب لحجم الصمون الذي كنا نأكله في الحصار الاقتصادي الماضي.

 لذا فالمودة تقول أن المعماري الشاب لا يدخن ... ولكل قاعدة شواذ بالتأكيد.

فكرت بمقولة جديدة للحد من التدخين: دخّن حتى نخلص منك بسرعة (:

ولكن هل يموت المدخن (ناقص عمر) ؟ 








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق