الاثنين، 30 يناير 2017


الدَك ومواضيع أخرى

لا استطيع تناول الطعام دون مشاهدة التلفاز ...
تقليد تشكل لدّي مع الزمن، فقبل أن أتذوق لقمة واحدة أتنقل بين الفضائيات لإختيار المادة المناسبة، وغالباً هي فلم أمريكي او وثائقي او اشياء جذابة أخرى.
اليوم كان جاك سبارو رفيقي على الغداء، بفلم:
Pirates of the Caribbean: On Stranger Tides

لعل العذر الأكثر شيوعاً لدى من يتناول المخدرات أو المشروبات الكحولية هو الرغبة بالنسيان، نسيان مشكلة معينة يواجهها أو نسيان كل تفصيلات الواقع البائس الذي يعيشه، ولا أعرف لما هذه المبالغة، من الممكن أن تشاهد فلماً يفصلك عن الواقع لساعتين مثلاً وإذا لم تكن كافية فلحقه بفلم آخر وهكذا وفي الحالتين سنعود أولاً وأخيراً لواقعنا ومشاكله المتشابكة.
بعد انتهاء الوجبة بدأ وقت تقليدي الآخر، الوقوف في منتصف المسافة بين مشاهدة فلم ممتع والنوم تحت غطاء دافئ (غفوة-مشهد) ليختلط الصحو بالنوم وهذا ما يمنعني من التفكير بمشاكلي، لتبدأ بعدها فقرة الأحلام الغريبة، أفلام هندية غير مترجمة لمخرج مصاب بالفصام.
كانت سينما الحلم هذه المرة تعرض فلماً هجيناً بين قراصنة الكاريبي وبين حديث الصباح عن عرف (الدك) العشائري.
دكونا ... دكيناهم ... دكوهم ...
والرواية اليوم تقول:
عند حدوث مشكلة بين طرفين، (ولا أعرف كيف يقررون من المعتدي ومن المعتدى عليه)، تخرج عشيرة المعتدى عليه بكافة أنواع الأسلحة لتطلق النار على مسكن المعتدي فـــ(تدكهُ) إعلاناً لضرورة جلب عشيرته والتفاهم معهم لحل المشكلة واعطاء كل ذي حق حقه.
لا أعرف بالضبط الفترة التي تدور فيها أحداث فلم قراصنة الكاريبي ولكن عرف (الدك) يمارس اليوم في القرن الحادي والعشرين، تخيلوا ...
الا تستحق محاولة الهروب من الواقع؟


أعادني المنبه مرة أخرى في محاولة للحاق بتجربتي الأولى في الحصول على رواية موقعة من كاتبها.

وبعد دقائق من اختلاط الأحساس الغريب لطعم النوع الجديد من معجون الاسنان مع لسعة برد فترة الغروب، حصلت على مكاني المفضل في سيارة الكوستر، خلف السائق مباشرة، ولم تقتصر تقاليد الصعود بسيارة الكوستر على إيصال الاجرة من الركاب الى السائق وبالعكس، بل أصاب السائق رغبة ملحة لشراء (رشاد) بخمسمائة دينار.
تناولت المبلغ لأسلمه لبائع الخضروات وحملت الرشاد الى السائق، رحم والدّي وأكمل المسير، ولكن السيارة كانت بحاجة ماسة هذه المرة للتزود بالوقود فدخل الى المحطة ضارباً بوقت ومواعيد الركاب عرض الحائط ... وبعد ثواني من التحاقي بسيارة أخرى محاولة للحاق بالموعد طلب الراكب الشاب منديل ورقي من سائق الكوستر ليمسح به (العنبة) السائلة من لفة الفلافل التي يلتهمها ...  
وصلت الى المكان آخر الأمر، ولم تكن تجربتي الأولى ممتعة ... حصلت على روايتي الموقعة بعد شعور شديد بالغربة.
أسرعت بالعودة الى البيت وقراءة الفصل الأول من الرواية والذي يتحدث عن مجموعة من التجارب الأولى ليأتي هذا النص تتمتاً لها.

نحلم بخطط وأحداث ننتظرها بلهفة نحاول إنجاحها ولكننا نفشل عندما نعيشها ...

هل نستمر بالحلم أم نتوقف ؟











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق