مجمع الليث في ثانيتين
تتشابك المواضيع لدّي بطريقة عجيبة ...
مساء يوم الاثنين، كنت أقف أمام موقع الإنفجار لإلتقاط
صور آخر المستجدات المعمارية على البنايتين المنكوبتين، ليأخذني بعدها طريق العودة الى
بائع الاقراص الليزرية فأنتخب مجموعة من الأفلام الأمريكية الجديدة، وكانت المحفز
لكتابة التدوينة السابقة (مسميات وأرقام).
أحد تلك الأفلام هو : Patriots Day
صدر الفلم هذا العام وهو يتحدث عن إنفجار مدينة بوسطن
الأمريكية عام 2013 وذلك خلال مارثون المدينة السنوي، يعرض موقع الفلم الرسمي مقولة
لـ Jeff Sneider :
Patriots day is exactly the movie that America needs
right now
وحاجة امريكا للفلم تأتي من تصويره الواضح لتكاتف جميع
سكان مدينة بوسطن (الأجهزة الأمنية بأنواعها والمدنيين) لإخلاء وعلاج الضحايا
والقبض بعدها على الأرهابيين ومن ثم توفير الدعم النفسي للضحايا في مارثون العام
اللاحق.
وبعد نهاية الفلم يأتي دور الشخصيات الحقيقية للأبطال
بالظهور، عمدة المدينة الحقيقي وقادة الشرطة والمصابين ... وهنا تبرز الصورة الأهم
في الفلم :
يظهر أحد المصابين وزوجته فيقول: عندما رأينا في
الأخبار أن هجوم آخر قد حدث في بروكسيل، إسلام آباد ، أورلاندو، باريس، اظن أنه من
الهام أن تفكر في الأشخاص حول العالم ليس كضحايا للعنف بل كسفراء للسلام.
ومع بداية الحديث تظهر الصورة التالية :
الصورة لموقع التفجير العظيم في بغداد، ولكنه لا يذكر
إسم المدينة مع العلم إن الصورة هي الأولى بين صور تفجيرات المدن الأخرى التي
يذكرها!
ويصبح الموقف: إن واحد من أفضل عشرة أفلام أمريكية لهذه
السنة (كما كتب على غلافه) يستعرض فيه أحد الأبطال تفجيرات عظيمة حصلت حول العالم
فتظهر على الشاشة صورة لثانيتين لتفجيرات بغداد ولا يذكر إسم المدينة مع الاسماء
الأخرى.
ويكون الإستنتاج:
هنالك رأي بالتأكيد يقول أن الموقف لا يستحق التوقف
والتفكير فيه.
وهنالك رأي آخر يقول أن للموقف دلالة إعلامية تستحق
الدراسة والتحليل.
ولنا حرية الرأي وللشهداء الرحمة والنعيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق