الخميس، 30 مارس 2017

قصة العوينات

قصة العوينات

أنا فرِح بنظارتي الشمسية الجديدة كطفل حصل على لعبة ممتعة.

هل تستحق نظارة جديدة الكتابة عنها؟

في الكتابة هنالك ثيمات أو أفكار عامة يستخدمها الكتّاب لمعالجة موضوعاتهم المتنوعة، ولعل تلك الثيمات (الأفكار) تظهر بوضوح في الافلام السينمائية أيضاً، أفلام خيال علمي، أفلام عن علاقة الإنسان بالطبيعة وظواهرها، وعلاقته بالحيوان وبكل ما يدور حوله...
وهنالك ثيمة علاقة الإنسان بما يصنعه من أدوات متنوعة أو عناصر البيئة المحيطة به، نقرأ عنها في (إسمي أحمر) لأورهان باموق وفي (فهرس) لسنان انطون، والحديث عن تلك العلاقة يكون بلسان الادوات والمحيطات وليس لسان الإنسان ذاته، ولكن بالتأكيد المقصود هو الإنسان أيضاً وبرؤية جديدة فالسجادة تتكلم عن الانسان والجدار يتكلم والتنور يتكلم وهكذا.
لذا الكتابة عن النظارات يأتي إتباعاً لتلك الفكرة وتجربة للثيمة كمجال عمل في المستقبل..

تبدأ قصتي مع النظارات الشمسية في مرحلة الدراسة الإبتدائية، عندما عادت عمتي من نيوزلندا وسط التسعينات وكان مع (الصوغة) عدد من النظارات الشمسية، في فترة الحصار الإقتصادي السابقة كانت الملابس أو الاكسسوارات من الخارج ممتلكات ثمينة جداً، وهي بدورها كانت بموديلات رياضية غير تقليدية، لذا كان إمتلاكي لها وإرتدائها يزودني بإحساس بالاختلاف والتميز !!
إستمرت مجموعة النظارات تلك معي حتى المرحلة المتوسطة لأبدأ بإضافة نظارات أخرى ولأسباب معينة، أتذكر بوضوح نظارة بعدسات خضراء كنت معجب بها نتيجة لعرض فلم (cobra) لسلفستر ستالون، كانت بنفس الموديل تقريباً وسلفستر ستالون كان أحد الأبطال الذين تزين بوستراتهم غرفتي الصغيرة، بعدها وبمرحلة الدراسة الإعدادية صدر فلم (the matrix) بجزءه الأول،  وكان الملفت للنظر صغر مساحة عدسات النظارات لأبطال الفلم وكونها تغطي مساحة صغيرة من العين فقط، لذا أتذكر إحدى محاولاتي بشراء نظارة شمسية مخصصة للأعمار الصغيرة لذا فإن (عضودها) لا تصل الى صيوان الإذن فإستبدلت (العضود) باخرى لنظارات أكبر لتصبح ملائمة لي وأحافظ على صغر مساحة العدسات.



الغريب إنني لا أتذكر بدقة نوعية النظارات التي إقتنيتها خلال فترة دراستي الجامعية، كنت أمتلك بالتأكيد نظارات ولكنها تجارية غير مميزة لتجعلني أتذكرها حالياً، لتأتي بعدها مرحلة العمل والحصول على مبالغ مالية مناسبة تجعلني أفكر بإقتناء نظارات بنوعيات جيدة وذات أشكال غير مستهلكة، ولا أتذكر الآن أيضاً كيف إخترت ذلك المحل المختص ببيع النظارات قريباً من ساحة كهرمانة ومع تعرفي عليه بدأت مرحلة جديدة من قصتي مع النظارات، أولها كانت بتصميم مائل مميز أتذكر كيف أنها في أحد المرات سقطت على الأرض لأضع فوقها قطعة سيراميك ثقيلة نوعاً ما ، فبقيت أزعج أصدقائي بالمبالغة بقوة النظارات وكونها غير قابلة للكسر، وبعد استخدامنا لشبكة الأنترنت بصورة واسعة تعرفت على أن المعماريين غالباً ما يرتدون نظارات بإطارات سوداء مميزة ولأنني أميل للعدسات ذات اللون السمائي لأنها تجعل الشارع والحياة أكثر نظافة ورقّة وفر لي صاحب المحل إمكانية تركيب عدسات سمائية زجاجية من منشأ إيطالي على إطار أسود سميك، ليصنع لي صديقة عزيزة استمرت معي لسنوات طويلة، كم فكرت بتغييرها من أجل التنويع والتغيير الشكلي فقط وبعد شراء عدد من النظارات الأخرى أعود اليها في كل مرة.


لم إفكر جدياً بإستبدالها حتى تعرضت للكسر، ولم تترك لي حلاً آخر.
عدت الى صديقي هذه المرة أيضاً وإذا به يمتك نفس نوع العدسات السابقة لإختار إطار أسود جديد يختلف قليلأ عن تصميم صديقتي، أكثر ميلاً للدائرة وأكثر معاصرة.


لماذا يرتدي المعماريون نظارات بإطارات سوداء؟ ولماذا يرتدون ملابس سوداء غالباً؟ هنالك عدد من التفسيرات التي سأكتب عنها لاحقاً، وانا اعرف إننا في العراق من الصعوبة أن نسير خلف المشاهير بإرتداء اللون الأسود نتيجة للعجاج الذي نعيشه وارتفاع درجات الحرارة المخيف، لذا لنرتدي نظارات بإطارات سوداء فقط ولنفتخر بكوننا معماريين !  







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق