كذبة العراق
هذه المرة الثانية التي استمتع بها في مطلع
نيسان ...
الأولى: قبل عدة سنوات عندما أخبرنا محرك
البحث Google
بإمكانيته نقل روائح الطبيعة عبر حواسيبنا الشخصية، فنختار صور للكائن ذي العطر الذي نرغب به
ويوجهنا لتقريب أنوفنا من الحواسيب لاستنشاق الرائحة !!
والثانية: اليوم عندما أخبرنا موقع برنامج Google
sketchup
بتصنيعه للأداة speakup
والتي توفر لنا خاصية التواصل اللغوي مع البرنامج، فلا نعد بحاجة لاستخدام لوحة
المفاتيح ولا (الماوس) لتنفيذ تصاميمنا وإنما نأمر الأداة فتقوم بالايعاز المطلوب بمفردها!
وعندما ننبهر بالعرض التقديمي ونقرر معرفة
السعر للحصول على الأداة في أقرب وقت ننصدم بنافذة تقول :
يا لظرافة شركة Google (:
وفي سياق الكذب فأنا أخاف الكذابين، أن
يستطيع شخص تزييف الواقع وأخبارك بأمور غير حقيقية فهو يستطيع القيام بأمور أخرى
كثيرة أيضاً، ومن تثبت لديه معي هذه الصفة حتى بتفصيلات بسيطة يصبح موضع شك دائم. (أعرف إننا نسمع هذه التصريحات من الشابات غالباً ولكنها بالنسبة لي حقيقية)
هل أنا ملاك؟
بالتأكيد لا ... وماذا عن الكذب الابيض؟ الكذب الأبيض
الوحيد هو إخفاء حقيقة مؤذية للشخص المقابل خوفاً عليه ورعاية لمشاعره، والا فلا.
أقرأ منذ عدة سنوات نتاجات أدبية ومعمارية
عراقية غالباً لا أميل كثيراً للأعمال غير العراقية وللدقة ليس عدم ميل لها وإنما
رغبة للتعمق بمعرفة نتاجات المجتمع العراقي ومغتربيه.
وأعتقد أن العراقي يكتب
للتعبير عن خيبة الأمل لا غير !
الجميع يعبر عن خيبة أمله بالواقع الذي
يعيشه، المعماري في الداخل والمعماري في الخارج، الأديب في الداخل والأديب في
الخارج ونحن بدورنا نتغذى بخيبات الأمل تلك لتزداد
نظرتنا للواقع سواداً وتعاسة.
والجميل أن الواقع الذي نعيشه مصداق لتلك
الكتابات، ولا يعطينا أي إشارت عن عدم دقتها ومبالغتها في الكآبة.
لذا هل تريدون أن أكذب عليكم بمناسبة شهر
نيسان؟
سنقرأ ونتعلم ونصمم مباني جميلة ونستطيع في
المستقبل تنفيذ تلك الاحلام والتصاميم ونسكنها، ونجد أسباب كافية لتأسيس أسرة وتربية أطفال ونموت أخيراً بعد
ثمانين أو تسعين سنة ممتعة.
أتذكر دائماً جارتنا أمل ... عندما كانت جارة
أخرى تناديها (أمل حياتي)، لم أعرف السبب حينها حتى كبرت وعرفت بأغنية أم كلثوم:
أمل حياتي يا حب
غالي ما ينتهيش ...
فهل سينتهي ما نعيش فيه ؟
مقالة رائعة ، دائماً اقرا كتاباتك دكتور🌸
ردحذف