الثلاثاء، 18 أبريل 2017

إدفع حظك بكصبة

إدفع حظك بكصبة

عالم أفضل؟
هو ذلك العالم الذي ترى فيه أنك قادر على القيام بشئ ... هو العالم الذي تملك فيه دوراً واضحاً ويقدّر الآخرون جهدك الذي تبذله ...
هذا هو تعريف العالم الافضل في رواية (باب الطباشير) بين العوالم السبعة التي يتحرك فيها البطل بفعل تعويذات جرّة أبو صلابيخ.

وفي عالمنا اليوم نحن متفرجين على القائمين بالاشياء المفيدة، نستورد جميع ما نستهلكه من سلع، لا نطبق الا نادراً نتائج بحوثنا العلمية، وفي الحالتين السابقتين نرمي باللوم على الآخرين، مؤسسات الدولة، التجار، اصحاب الاموال والمقاولين وغيرهم الكثير.
(نتفرج) يومياً عشرات الصور على الشبكة لأعمال فنية ومعمارية وصناعية وليس لنا سوى الاعجاب والمشاركة ، فهل نستطيع فعل أكثر من ذلك؟
أنا أعتقد إن (تجسيد) أبسط فكرة نفكر بها بصورة مادية ملموسة أفضل في بعض الأحيان من (الحديث) عن تصميم مدينة مستقبلية لعالم أفضل.
واحدة من سلبياتي وسلبياتنا هو استصغارنا للأفكار البسيطة، نريد التفكير بأمور عظيمة تضع حلولاً لمشاكل عويصة نعاني منها ولكنها تبقى حبيسة رؤوسنا وأوراقنا لأنها غير قابلة للتطبيق في ظل ما نعيش فيه، ولكننا لا نريد التفكير بفكرة بسيطة جداً ومن ثم تجسيدها مادياً ليستفيد منها الآخرين، نعتبر ذلك الأمر ضعفاً وسذاجة !

تتشابك لديّ خيوط ما نراه على الشبكة وواقعنا العراقي لتنتج صوراً وأفكار هجينة تجمع بين العالمين:

-نستعمل بصورة مستمرة زيت زيتون إسباني المنشأ وهو لذيذ جداً ومعبأ في قنينة زجاجية فاخرة بذل المصممين والصانعين جهداً كبيراً في إخراجها بصورتها النهائية ... فهل نرمي جهدهم في سلة المهملات؟ أم نستطيع البناء عليه وتوظيفه بطريقة جديدة؟
-يجذبك شكله اللولبي في محلات التجهيزات الزراعية في ساحة الخلاني، (عصا موسى) أو (lucky bamboo) فتبحث  عن أصوله لتكتشف أنه يرتبط بفكر الفنك شوي، كفن صيني قديم في ترتيب كل شئ من حولنا ليجعلنا نعيش بإنسجام مع البيئة، وجوده في الفضاء الداخلي يجلب الحظ وبأعداد ورموز معينة.
-عندما تقرأ عن تنظيم الفينك شوي لاستخدام الـ (lucky bamboo)، يفضل وضعه في أواني زجاجية، ليرتبط مع قنينة زيت الزيتون السابقة.
-القنينة الزجاجية والحظ يقودان الى فكرة (massage in bottle)، والتي رسخت في عقولنا نتيجة لرؤيتها في الافلام السينمائية، وكل قنينة ترتبط برسالة معينة أو فكرة أو حظ معين يلائم شخصية محددة ويتفاعل معها.

فتتشكل مما سبق الفكرة النهائية في تزيين قنينة زيت الزيتون الجميلة ووضع قصبتين او واحدة فيها وتوسيمها بحظ معين تشير اليه عبارة تم انتخابها من سياقات فكرية متعددة لتلائم شخصيات متنوعة.





هل يشتبك شكل قنينة زيت الزيتون مع أشكال قناني المشروبات الكحولية؟
كلٌ يرى من منظاره، بما أن الواقع والعلامة التجارية تقول أنها قنينة زيت زيتون فللآخرين حرية التشبيه والتلميح والابتسام.

هنالك مثل شعبي يقول: أدفعهة بكصبة قبل متدفعهة بمردي ..
ويشير الى ضرورة قضاء الامور وحل المشاكل وهي ما تزال في بدايتها، فتُحل بمتطلبات بسيطة بسمك القصبة ولكنها إذا استمرت زادت صعوبتها وتكون بحاجة الى حلول معقدة بسمك عصا المردي (هي العصا السميكة التي تدفع بها الزوارق).

لذا تستطيع أن تدفع حظك وتحسنه منذ البداية بواسطة الــ (lucky bamboo) قبل أن تقع في مشاكل حظك السيء.

هل نؤمن بالحظ ؟
وهل للقصب أثر حقيقي؟
هذه مواضيع قابلة للنقاش والأخذ والرد ...

شارك في تصميم فكرة وشكل القناني الزجاجية وأختيار عبارات الحظ وتنفيذ كل ذلك مادياً طلبة هندسة العمارة:
آمنة زيد / المرحلة الأولى.

زينب فائز / المرحلة الأولى. 











هناك 4 تعليقات:

  1. لم اقرأ باب الطباشير لكن صديقتي اخبرتني ان الكاتب متأثر بفلم inception -

    ردحذف
    الردود
    1. صحيح مصطفى ممكن أكو شبه، ولكن الرواية تركز على سيناريوهات العوالم وارتباطها بالواقع العراقي أكثر من التركيز على كيفية الانتقال بينها.

      حذف
  2. مقالة ممتازة احسنت دكتور ،، وعمل رائع من قبل الطلبة ��❤️❤️❤️

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا جزيلاً .. وان شاء الله اكو اعمال جاية بعد.

      حذف