الجمعة، 28 أبريل 2017

القلعة الترابية

القلعة الترابية

سألت مايكل:
-       ما أخبار الأرنب الأعور؟
-       لقد انتهت .. العملية الجديدة إسمها النملة سالي.
ضحكنا بعمق فشعرت بالراحة وعرضت عليهما شرب الشاي، فصفق مايكل مُرحباً بالفكرة وكذلك فعل اللبناني، أشار مايكل بإبهامه الى الخلف وسألني:
    - هل الثلاجة تعمل بشكل جيد؟
قلت:
-       منذ أن اشتراها أبي سنة 1963 وهي تعمل دون توقف، أنت تكرر هذا السؤال كثيراً، ما رأيك أن أعطيك إياها مقابل أن لا تعود مرة أخرى؟
ضحكوا بإنفعال، فاستعاد مايكل وقاره وقال:
-       الصناعة الأمريكية جيدة اليس كذلك؟
-       هذا صحيح .. لو أنكم اكتفيتم بصناعة الثلاجات والسيارات لكان العالم الآن بشكل مختلف!

لقائي برواية الأمريكان في بيتي  لنزار عبد الستار واحدة من الصدف الجميلة جداً، وهي تمثل أحدى المحاولات القليلة في توثيق الخطاب العراقي او وجهة النظر العراقية في ثنائية العراق والولايات المتحدة الأمريكية، وبالتحديد ثنائية الشعب العراقي والجيش الأمريكي.



أنتجت السينما الامريكية الكثير من الأفلام عن الحرب على العراق عام 1990 وعام 2003 وآخر ما شاهدته فلم (SAND CASTLE) وهو من إنتاج شبكة (NETFLIX) الامريكية.
تظهر لنا عبارة (BASED ON THE TRUE EVENTS DURING THE IRAQ WAR)، لتزيد تقبّلنا وتفاعلنا مع الأحداث، والتي تدور حول جندي امريكي شاب يشارك في حرب 2003 للحصول على أجور الدراسة الجامعية، ويخوض مهمة عسكرية وإنسانية في مدينة بعقوبة لتتصاعد الحبكة حتى الحل النهائي.



الفلم يؤكد على رسم الصورة الانسانية للجندي الامريكي، وهي صورة موجهة للعالم أجمع من خلال 93 مليون مشترك بشبكة (NETFLIX) وببلدان مختلفة. ويؤكد على صورتين للشعب العراقي، صورة لمدير مدرسة يتحدث اللغة الانكليزية وأخيه مهندس الميكانيك الماهر واللذان يحرصان على استمرارية التعليم والحياة والأمل حتى لو كان بالتعاون مع الجيش الامريكي، والصورة الثانية لمعادي الجيش الامريكي والرافضين لأي تعاون حتى على حساب نوعية الحياة والخدمات لمجتمعهم المحلي.

الملفت في الفلم جداً وإختلافه عن غيره، هو موقع التصوير وهو ما ينعكس بالتالي على من يمثل شخصيات المجتمع العراقي أولاً وعمارة المدينة العراقية ومعالمها المعمارية ومدى تطابقها مع واقع المدن التي تحتوي الاحداث.
تم تصوير الفلم في الأردن وليس في المغرب كما في أغلب الافلام السابقة، لذا كانت اللغة العربية أوضح للممثلين ولكن بلهجة مختلفة عن اللهجة العراقية، ولأن الأحداث تدور في مدينة بعقوبة فالتضاريس في الاردن وطبيعة المباني قريبة نوعاً ما ومقنعة لتصوير البيئة الحقيقية، وقد لا يكون حكمي دقيقاً كوني لم أزر مدينة بعقوبة، ولكن كما قلت التضاريس قريبة من المناطق الشمالية لمدينة بغداد العاصمة.


قد تكون محصلة الفلم غير متعصبة للرؤية الأمريكية جداً وقد يكون السبب فكر ورؤية الشبكة الخاصة والاعتماد على نص وتجربة حقيقية، ولكن تبقى النظرة ناقصة دون تسويق رؤيتنا نحن العراقيين لتجربة التعامل مع الجيش الامريكي.

شخصياً لم ألتقِ أو أتعامل مع أمريكي أصلي، ولكني أعلم أن الكثير من المعماريين كانت لهم تجارب العمل المعماري مع الطرف الأمريكي أو تحت الإشراف الأمريكي في العراق، وعليهم تقع مسؤولية تدوين وتوثيق تجربتهم للأجيال القادمة.

هل الأمر آمن؟ وهل سنرى محاولات التوثيق قريباً؟
لا أعتقد ... لا أحد يريد الأعتراف طوعياً في هذه الفترة بالعمل مع الامريكان أو توثيق تجربته معهم ... ولكني أتمنى منهم بدأ التدوين حالياً للانتصار على النسيان ومن ثم النشر مستقبلاً بعد أن نصل الى مرحلة لا أحد يعلم تفاصيلها.

بعد نهاية الفترة الرئاسية لترامب، وبعد نهاية فترتين مثلاً، كيف سيكون الحال العراقي؟
لا أعلم ولكنني لا أرى حال بعيد جداً عما نحن فيه الآن.











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق