الأحد، 23 أبريل 2017

اليوم العالمي للكتاب

                                    اليوم العالمي للكتاب

في مثل هذا اليوم من العام يجب عليّ أن أنسب الفضل لأهله فرداً فردا :

جدي علي رحمه الله ... الذي لم أره يوماً ولكنني أعلم إنه كان خياطاً ماهراً، مسالم جداً ومحب للحيونات .. قد يكون هو الأول في السلسلة  لاقتنائه المجلات العالمية والعربية نتيجة لطبيعة عمله فكانت متوفرة في البيت بكثرة دفعت الجميع لقرائتها.
والدي رحمه الله ... بعد رحيله مبكراً جداً كان ميراثه الكتب، أتذكر تلك الغرفة في الطابق الاول كانت مخصصة لخزن الاغراض ومنها عدة صناديق من الكتب ... قضيت في تلك الغرفة اوقات بعد ظهر أيام العطل الصيفية وعلى هواء المروحة السقفية فقط، عناوين وموضوعات متنوعة أتذكر حتى هذه اللحظة العديد من مواضيعها وحتى بعض جملها.
تروي لي أمي إنه كان يوفر المال لشراء كتاب معين معجب به، وتروي لي إنه كان يقرأ في مواصلات النقل العام وكنت أجد بطاقات (الأمانة) بين صفحات بعض الكتب، خسرت تلك الكتب للأسف نتيجة لظروف سابقة، ولكن تأثيراتها ستستمر حتى النهاية.
عمي سامي رحمه الله ... لمشاركته في ملئ تلك الصناديق بكتبه الخاصة.

أمي ... وهي صاحبة الدور الأكبر بالتأكيد، زرعت حب الكتب منذ البداية، لم تفوّت يوماً معرضاً للكتاب في معرض بغداد الدولي، كانت تصطحبنا لشراء قصص الاطفال والتي قرأناها أنا وأختي عشرات المرات، لم تبخل خلال فترة الحصار بمقدار كبير من المال لشراء (موسوعة المعرفة) وهي موسوعة مصورة تتضمن 21 جزء، كانت موسوعة عظيمة وقد خسرتها هي الاخرى ولظروف أخرى وهنالك أمل ضئيل الآن بإستعادها.
خالي عماد ... لتزويد سكان المنزل بعدد كبير من مجلة العربي الكويتية ومجلة المختار من ريدرز دايجست، والتي كان لها الاثر الأكبر بتعرفي على العالم والسبب ايضاً في اعجابي بالثقافة الأمريكية.
خالي عباس ... لاهدائه أول كتاب بمناسبة عيد ميلادي (بيليه: قصتي واللعبة الجميلة).
خالاتي ... لاقتنائهن عدد كبير من قصص أجاثا كريستي.  
صديقي خالد ... من زودني بعدد من الكتب في مرحلة الدراسة الاعدادية.

وساحاول إكمال سلسلة التأثير لمن بعدي من الأقارب والأصدقاء.

السلسلة السابقة التي ذكرتها تضعنا أمام قضية مهمة ناقشها الكثير من مفكري علم النفس والاجتماع: هل إخترت أنا الكتب أم تأثرت بطبيعة البيئة التي نشأت فيها؟
هو نقاش عن أثر الصفات الوراثية والصفات المكتسبة.
قد أمتلك تلك الصفة وراثياً حتى لو لم أجد الكتب حولي .. لا أعلم، وهذا ما حصل مع صفة حب الحيوانات، فلم يكن أحد من العائلة محب للحيوانات ولكنني حافظت على الصفة نقلاً عن جدي أو أبي ..

الأهم: لماذا نقرأ ؟ وهل للكتب فائدة ؟ وهل يختلف القارئ عن غيره ؟ وإن كانت يختلف فما هو الاختلاف ؟  أترك لكم الاجابة ...

ولكن ما اعرفه أن حب الكتب إن كان هدفاً للمجتمع، يجب أن يزرع منذ الطفولة ... لذا هي مسؤولية الآباء والأمهات بالنقش على الحجر، ولكن هل لهذا الكلام معنى في عصر الأنترنت والأجهزة اللوحية؟


نتفق أن محتوى الكتب الورقية والكتب الرقمية واحد والاختلاف في طريقة العرض والخصائص المادية فقط، ولكن ما الفرق بين نصوص الكتب بنوعيها والنصوص التي نقرأها على صفحات الفيسبوك وغيره؟

 إن كان لليوم العالمي للكتاب مراسيم وتقاليد، فيجب أن تكون بتقديم كتاب لطفل، طفل من العائلة أو طفل لصديق ... سأحاول تنفيذ هذه الفكرة غداً إن شاء الله وسأحاول الالتزام بها مستقبلاً، وعسى أن يتعطل جهازه اللوحي في أحد الأيام ليلتفت لذلك الكتاب وقد يكون ممتعاً فيزرع لديه حب الكتب.


وأخيراً تحية لكم ولخير جليس ...   








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق