الجمعة، 12 فبراير 2016

فرشاتي الطوطمية

ماهو الطفيل الأكثر مرونة؟
البكتريا؟ الفيروس؟ دودة الأمعاء؟
السيد كوب يريد أن يقول: الفكرة ...
مرنة وشديدة العدوى، عندما تترسخ في العقل من المستحيل التخلص منها.

هذا ما يدور في المشاهد الأولى في فلم inception  لليوناردو ديكابريو، وهو فلم مميز بالنسبة لنا نحن المعماريين، كونه من الأعمال القليلة التي تلقي الضوء على أهمية المهندس المعماري في الحياة.

وقد أصابني الفلم بعدوى فكرة الـ Totem، وهي أن يمتلك كل شخص شئ يختاره بعناية وتكون له صفات فيزياوية خاصة جداً، معروفة من قبل هذا الشخص ولا يعرفها أحد غيره ولا يسمح لهم بذلك، يستخدم هذا الشئ لكي يستطيع ذلك الشخص التمييز كونه يعيش اللحظات في الواقع (واقعه وحياته الشخصية)، أم أنه يعيش لحظات في حلم شخص آخر. في حالة إتصاف ذلك العنصر بصفاته المعروفة فهو يعيش الواقع، أما إذا تغيرت صفاته فهو يعيش داخل حلم شخص آخر لأن صاحب الحلم لا يعرف صفات الشئ بالتحديد.




أما لو بحثنا عن فكرة الطوطم خارج سياق الفلم، فهي تشير الى حيوان يرمز للإله أو لقوة معينة عند القبائل البدائية، يخافونها فيتم عبادته للخلاص من غضبه، ولذلك تفسيرات لا تخدم فكرتنا الجديدة.


وإنطلاقاً من فكرة الطوطم في الفلم، لنستذكر بعض تفاصيل حياتنا اليومية ...
مع سائق تكسي معين نجد أنه يسترسل في سرد أحداث وبطولات خرافية غالباً تكون حول سلبية الشارع والأحداث لنصل الى مكاننا ونحن (لعبانة نفسنا) وقد إستلب كل طاقتنا الإيجابية.
نجتمع مع زملاء أو أصدقاء لنستمع لأحاديثهم وذكرياتهم التي لا تقدم ولا تؤخر، ننقاد خلف قرارات الآخرين لقضايا تخصنا وتؤثر في حياتنا.
والخلاصة أننا في صراع دائم بين ذاتنا الفردية وبين تأثيرات الأخرين عليها. والحديث هنا عن التأثيرات السلبية فقط، لأننا لا نستطيع الإستغناء عن الإيجابية منها.
وبعد كل هذا ومرة أخرى من فكرة الفلم عن الطوطم، فمن الممكن أن نختار شئ يرافقنا في يومياتنا نضعه في جيوبنا نمسكه بأيدينا ليذكرنا بأننا يجب أن نكون أصحاب القرار وأن نبتعد عن كل ما يفرضه علينا الآخرين.
في التكسي تلمس الشئ فتتذكر أنه بإمكانك إستخدام هاتفك لتقرأ رواية معينة فيسكت صاحب التكسي ويركز على الطريق، تلمسه مع الزملاء فتقول لهم (من رخصتكم) للتخلص من الأحاديث المملة غير المجدية، وكذلك على مستوى الإختيارات والمشاركة في الأفعال.
هو رمز للحرية، للفردية، لنكران سيطرة الآخرين وتأثيراتهم السلبية.
فيما يخصني وقبل فترة جلبت لي خالتي مجموعة من أدوات الرسم من فرنسا، ومن ضمنها فرشاة تحمل الرقم 10 ، لا أعرف لماذا أرتبطت بها!


قد يكون السبب المكان الذي قدمت منه أو جهلي لماضيها وأخيراً إعجابي بالرسم والرسامين. وهي الشئ الذي إخترته ليكون طوطمي الشخصي أحملها معي عند خروجي من البيت غالباً وأضعها مع القلم في الجيب.

يمكن أن نختار أي شي مميز ونطبق الفكرة للإبتعاد عن الإنخراط والإنسياق وفقدان الحرية الشخصية، ونقول للآخرين : إنتوا شعليكم ...










هناك تعليقان (2):

  1. اخيرا عرفت سر الفرشة مالتك استاذ 😂

    ردحذف
  2. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف