كما تحب أن يعاملوك
حالة ممتعة أن تحاول
الكتابة في يوم محدد من كل عام، فتستطيع من قراءة ومقارنة النصوص المكتوبة بعد عدة
أعوام، أن تنتبه للتطور المفترض في طريقة تفكيرك، وأن تنتبه لطبيعة الأفكار
السائدة في ذلك اليوم من كل عام والتي يتناولها النص المكتوب.
هذه المحاولة الثالثة
للكتابة في الـ Valentine's Day، الأولى
كانت عن كون الناتج المعماري (المبنى) هو هدية حب خالدة على مر السنين، والثانية
عن محاولة حب دراسة العمارة من قبل الطلبة بعد نتائج القبول المركزي التي لا تعتمد
على رغبة الطالب الحقيقية، والأخيرة هي اليوم.
وكان السؤال المحفز: هل
هنالك تاجر جالس في مخزنه أو صاحب محل في محله، وجاءه 20 أو 50 زبون يسألون عن
دباديب وقلوب حمر؟ فأجابهم: (والله ماعندي)، وقرر أن يستورد الكميات المطلوبة في
السنة التي تليها؟
أم أن التاجر (صاح براسة
صوت) فقرر أن يستورد تلك الكميات من (الدعافيس) الحمراء ويوزعها على المحلات
و(بلكت الله أكو أحد يشتري)؟
ليس الهدف من الأسئلة
مناقشة صحة الإحتفال بالذكرى من عدمه، ولكن القول أن تهويل الموضوع الذي جعل
الرافضين له يتخذون مواقفهم وإجراءاتهم ناتج عن قرار تجاري تم فرضه على الشارع،
يتحمله التاجر العراقي، وهو نفسه يتحمل إستيراد البضائع الرديئة جداً، وجميعنا
نسمع عن التاجر الذي ذهب الى الصين وطلب منهم سلعة معينة ولكن بسعر زهيد جداَ
بالتالي نوعية (زبالة) جداً تغرق الأسواق العراقية.
الفكرة أن الإحتفال كان من
الممكن أن يكتسب عدد أقل من الأعداء، ويتم بطريقة يتقبلها المجتمع بدلاً عن طريقة (المشايفين).
ومن الضرورة القول كما يقول
الكثيرون أن اليوم مخصص لحب محدد، بين (رجل- مرأة) ومحاولة إشراك حب الإنسان أو حب
الأم أو الوطن هو أشبه بفكرة (الأسلمة)، أي جعل الظاهرة الحقيقية الغربية مقبولة
عربياً، ويندرج تحت هذه المحاولة كتابتي عن حب العمارة طبعاً.
وإستمراراً لفكرة السنة
الماضية، لو فرضنا أن الطالب لديه نية حقيقية بمحاولة حب دراسة العمارة وبالتالي
ممارسة مهنة العمارة، فما الذي يمنعه من ذلك ؟!
أولاً طبيعة المواد
الدراسية ضمن مناهج دراسة العمارة قد لا يتقبلها الطالب، والتي تتضمن دراسة تأريخ
العمارة الإنسانية بمختلف الأزمان والمواقع الجغرافية، وأنظمة ووسائل ومواد
الإنشاء، والرسم الحر والكثير من المواد الساندة علاوة على الأساسية كالتصميم
المعماري في كافة المراحل. ولكن وفي حالات كثيرة نجد أن الطالب أو الإنسان بصورة
عامة يتصف بالمرونة، والدليل أن أغلب الطلبة يُقبلون بأقسام خارج رغبتهم ولكنهم يصبحوا
ناجحين بذلك الإختصاص.
لذا فطبيعة المواد قد يكون
سبباً من الممكن تجاوزه أو الإعتياد عليه بعد فترة من الزمن.
أما العامل الآخر، هو إسلوب
الأساتذة أو طريقتهم التدريسية، وهو ما يعتمد على شخصياتهم الإنسانية بعيداً عن الشهادة
الأكاديمية التي يحملونها. ولإعتماد طريقة تحبب الطالب بالمادة الدراسية وبالعمارة
ككل، من الممكن أن يغمض الأستاذ عينيه ويتذكر ... يتذكر سنوات دراسته الخمسة
وبعدها سنوات الدراسات العليا ... أي أستاذ كان السبب لحبه مادة معينة أو للعمارة،
وأي أستاذ كان لا يتقبله وقد يكرهه حتى ويكره مادته وبالتالي مواضع دخولها في
المهنة أو التصميم. , ويحاول أن يقتدي بالأول ويبتعد عن الثاني.
هذا هو الحل المناسب وهو
يقترب من حكمة: عامل الناس كما تحب أن يعاملوك، وليس لنا حاجة لتعداد الصفات
السلبية التي قد نجدها عند بعض الأساتذة.
قد يكون تبرير الأساتذة أن
الطلبة (ميجون الا بالعين الحمرة)، وهذا يجعلنا نبحث عن حالات تفند هذه الظاهرة،
أستاذ يتقبله الطلبة ويحبون مادته وبالتالي يحبون العمارة ... هل توجد هذه الحالة؟
أترك لكم الإجابة ...
عندما أتضايق وليس لدي فكرة
محددة أرفه بها عن نفسي، أكتب مفردتين من سياقين مختلفين جداً ولا علاقة بينهم في
محرك البحث Google، عندها أكتشف كمية هائلة من
الأفكار (صور غالباً) ممتعة ولا تخطر على بال ... كتبت اليوم : valentine architecture
وكان من بين النتائج :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق