الاثنين، 29 فبراير 2016


إحتقار الفضاء الخارجي

الحرم الجامعي (ميسوة فلس) بدون فضاءاته الخارجية ...
مرحلة الدراسة الجامعية الأولية، مرحلة عمرية مميزة بمتطلباتها وأفكارها، الرغبة بالتحرر من القيود، التعرف على الآخر، محاولة الترفيه عن النفس وكل ذلك يحتويه الفضاء الخارجي للجامعة وليس الفضاءات الداخلية.
وتكون عمارة الحرم الجامعي ناجحة إذا لائمت تلك الحاجات بالإضافة الى وظيفة التعليم الرئيسية.
أتذكر وبعد المحاضرات الطويلة، تلك الحاجة الملحة واللهفة للخروج الى الهواء الطلق، شرب أو أكل شي (ورة ميخلص البانزين)، وبالطبع فإن موظفي الإستعلامات لا يسمحون بإدخال الطعام الى داخل بنايات الأقسام العلمية.
هذه المقدمة عن تلك البناية الجديدة في حرم الجامعة التكنولوجية، لا تحمل عنواناً لذا لا أعرف وظيفتها بالتحديد، ولكن الأهم علاقتها بالفضاءات الخارجية للحرم الجامعي.
سراوات من الوحدات الخارجية لأجهزة التبريد تصطف على جدرانها الخارجية، وهي موجهة الى الممرات والشوارع المحيطة بالبناية.




نعم ... أنا شخصياً (راح أحجي) على صاحب هذا القرار الهندسي (بكَلبي) كلما مررت من جانبها صيفاً.
(راح أحجي عليه) بعدد الوحدات (الي راح تسمطني سمط بعز الظهر).
نعم ... على (صاحب القرار) أن يجعل الفضاءات الداخلية مريحة حرارياً، ولكن هل يكون ذلك على حساب الفضاءات الخارجية ؟
نعم ... هنالك عطلة صيفية ولكن زيادة الفترة الحارة في السنوات الأخيرة جعلنا (نداوم بنص الحر).

أفكر دائماً بالسبب الذي جعل مباني المدينة (بإستثناء مباني شارع الرشيد وحيفا) تخلو من فكرة الرواق؟
لا تستطيع أن تمشي بالشارع (مثل الأوادم) خلال الصيف ولكان ذلك ممكناً تحت ظل أروقة المباني.
 ومصمم هذه البناية علاوة على مجففات الشعر الموجهة على الطلبة، لم يفكر بأي (تطلوعة)، لتوفير الظل للماشين والجالسين حول البناية.
هذه البناية تحتقر الفضاء الخارجي، تحتقر الإنسان وبالتحديد لأنها تقع داخل حرم جامعي وليس أي مكان آخر.

أتمنى من أساتذة المرحلة الخامسة، وعندما نقترب من نهاية السنة الدراسية وتشتد درجات الحرارة، أن يأخذوا الطلبة ويجعلوهم يطوفون حول هذه البناية و(ينسمطون ويشوفون الله حق)، حتى لا يكرر أحد منهم هذا القرار في تصاميمه المستقبلية.











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق